للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [مثل زر الحجلة] والتشبيه في الهيئة والصورة (١) لا المقدار، ولذلك اختلفت فيه الألفاظ. قوله [غدة (٢)] أي كان مثل سائر الجسم لا شيئًا مبائنًا عنه بالكلية. قوله [أشكل العينين] أي في بياضهما خطوط أحمر.


(١) أشار الشيخ بذلك إلى الجمع بين الروايات المختلفة الواردة في ذلك، كما بسطها القاري في شرح الشمائل، وقال القرطبي: الأحاديث الثابتة تدل على أن خاتم النبوة كان شيئًا بارزًا أحمر عند كتفه الأيسر، إذا قلل جعل كبيضة الحمام، وإذا كثر جعل كجمع البد، وقال القاضي: رواية جمع الكف يخالفه بيضة الحمام وزر الحجلة فتؤول على وفق الروايات الكثيرة، أو كهيئة الجمع لكنه أكثر منه في قدر بيضة الحمامة، ثم قال القاري: زر الحجلة بكسر الزاي والراء المشددة وبفتح الحاء المهملة والجيم: هي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى، وهذا ما عليه الجمهور، وقيل: المراد بالحجلة الطائر المعروف يقال له بالفارسية كبك، وزرها بيضها، والمعنى أنه مشبه بها، ويؤيده الحديث الآخر مثل بيضة الحمامة، فلا وجه لقول ابن حجر في المعنى الأول: هو الصواب كما قاله النووي، على أن الخطابي ذكر: روى بتقديم الراء على الزاي والمراد به البيض، ووقع في بعض نسخ البخاري: قال أبو عبد الله: الصحيح تقديم الراء على الزاي، وأما قول التوربشتي: تقديم الراء ليس بمرضي، فمحمول على أن الأول هو المعول عليه، لا أنه معلل، انتهى.
(٢) قال القاري: غدة بضم المعجمة وتشديد المهملة قطعة اللحم المرتفعة، والمراد أنه شبيه بها، وفي المناوي عن القاموس: بالضم كل عقدة في الجسد أطاف بها شحم، وعن المصباح: الغدة لحم يحدث بين الجلد واللحم يتحرك بالتحريك، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>