لا يبقين إلا باب علي، وظن التعارض وليس بشيء، فإن الوقعة متعددة واستثناء علي رضي الله عنه كان في الأول حين أمر أ، لا يبقى في المسجد باب لأحد إلا باب النبي صلى الله عليه وسلم وباب علي رضي الله عنه، فسد الناس أبوابهم وأخذوا في المسجد خوخات، فلما كان أيام وفاته صلى الله عليه وسلم أمر بسد الخوخات وسد باب على كلها إلا خوخة أبي بكر، فليكن منك على ذكر.
قوله [لا أدري ما بقائي فيكم] يعني مع علمه إجمالاً بقرب أجله لم يكن له علم بأيام بقائه فينا تفصيلاً.
قوله [سيدا كهول أهل الجنة] لا شك (١) أن حصول درجات الجنة
(١) الكهول بضمتين جمع الكهل، وهو على ما في القاموس من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين، فاعتبر ما كانوا عليه في الدنيا حال هذا الحديث، وإلا لم يكن في الجنة كهل، كقوله تعالى: {وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} وقال الشارح: يعني الكهول عند الدخول، وهو معلول مدخول، وقيل: سيدا من مات كهلاً من المسلمين فدخل الجنة، لأنه ليس فيها كهل بل من يدخلها ابن ثلاث وثلاثين، وإذا كانا سيدي الكهول فأولى أن يكونا سيدا شباب أهلها، انتهى. وفيه بحثان لا يخفيان قاله القاري، وقال أيضًا: إنما قال: سيدا كهول أهل الجنة مع أن أهل الجنة شباب إشارة إلى كمال الحال، فإن الكهل أكمل الإنسانية عقلاً من الشباب، ومدارج الجنة على قدر العقول، انتهى. قلت: وعلى القول بأن الكهل من جاوز الثلاثين أهل الجنة كلهم كهول، ففي كهول أهل الجنة على القول الثاني.