للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومراتبها على حسب الكمالات العلمية والعملية التي حصلها المرء في أيام بقائه في الدنيا، فمن نشأ في عبادة الله وشب فيها حتى بلغ سن الكهولة تكون قوته العلمية والعملية أزيد ممن ليس كذلك، فلما فضل النبي صلى الله عليه وسلم صاحبيه على كهول الجنة وليس هناك كهل وإنما أهل الجنة جرد مرد، كان المقصود تفضيلهما على من أكمل قوتيه العلمية والعملية في دار الدنيا، وأما إذا فضلا على من كان كذلك كان فضلهما على من (١) ليس كذلك أوضح وأبين، فما ورد في شأن الحسنين رضي الله عنهما (٢) دون ما ورد في شأن الشيخين رضي الله عنهما، فلا يلزم المعارضة، فهما سيدان لمن مات شابًا، وهذان للكل.


(١) ويؤيد ذلك ما ورد من الزيادة في بعض الروايات، فقد قال القاري: وفي الجامع الصغير: رواه أحمد والترمذي وابن ماجة عن علي، وابن ماجة عن أبي جحيفة، وأبو يعلى والضياء في المختارة عن أنس، والطبراني في الأوسط عن جابر وأبي سعيد، وفي الرياض عن علي، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما، أخرجه الترمذي وقال: غريب، وأخرجه عن أنس وقال: حسن غريب، وأخرجه أحمد وقال: سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين، وأخرجه المخلص الذهبي ولم يقل شبابها، انتهى.
(٢) وهو ما سيأتي عند المصنف برواية أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، انتهى. وروى عن غير واحد من الصحابة كما ذكرها القاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>