للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [يا على لا تخبرهما] أما توجيه (١) ذلك بأنه لئلا يدركهما العجب فمنقصة لهما وسوء ظن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحط لهما عن درجتهما، فأما أن يقال: إن النهي ليكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر إياهما بذلك فيكون العلم الحاصل لهما بخبره علم يقين، بخلاف إخبار علي فإن العلم الحاصل به لكان ظنيًا، أو يقال: إنما نهى عن الأخبار ليكون ما يحصل لهما بعد الحشر نعمة غير مترقبة، فيكون السرور به أوفر منه إذا كان وجدانه على انتظار منهما وترقب، أو يقال: إنما نهى لئلا يكون لهما استضرار بكثرة السرور ولا يأخذهما الحمام لشدة الفرح، فإن ذلك نعمة ليس فوقها (٢) نعمة، فعس أن لا يأخذهما تحمل إذا أخبروا به فيخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخاف ذلك منهما.

قوله [إنكن لأنتن صواحب يوسف] أي في إزلالي (٣) عما أردت (٤)


(١) وبذلك جزم القاري إذ قال: ربما سبق إلى الوهم أنه عليه السلام خشي عليهما العجب، وذلك وإن كان من طبع البشرية إلا أن منزلتهما عنده صلى الله عليه وسلم أعلى من ذلك، وإنما معناه لا تخبرهما قبلي لأبشرهما بنفسي فيبلغهما السرور مني، انتهى.
(٢) وذلك لأن كل نعمة تحصل لأحد من أهل الجنة تكون لسيدهم أولاً وبالذات وللاتباع ثانيًا وبالعرض، كما لا يخفى.
(٣) قال المجد: زلت تزل وزللت كمللت: زلقت في طين أو منطق، وأزله غيره واستزله، انتهى.
(٤) وفي المجمع: أراد تشبيه عائشة بزليخا وحدها وإن جمع في الطرفين، ووجهه إظهار خلاف ما أرادنا، فعائشة أرادت ألا يتشاءم الناس به وأظهرت كونه لا يسمع المأمومين، وزليخا أرادت أن ينظرن حسين يوسف ليعذرنها في محبته وأظهرت الإكرام في الضيافة، وقيل: أرادت صواحبها بإتيانهن ليعتبنها ومقصودهن أن يدعون يوسف لأنفسهن، أو أراد أنتن تشوشن الأمر علي كما أنهن يشوشن على يوسف، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>