للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجه غضب النبي صلى الله عليه وسلم على الأربعة الذين اعلموه تركهم النصح لعلي حتى أعلموا النبي صلى الله عليه وسلم به، ولم يؤذنوا عليًا بما خالج خواطرهم حتى يبين لهم عذره، وكان المانع لهم عن ذلك خوف الفتنة وأن يجد عليهم، والوجه الثاني للغضب حملهم فعل علي على الوجه الغير المشروع، بل كان عليهم حمله على الوجه المشروع، والثالث أنهم لو آذنوه بذلك في خلوة لم يغضب وإنما اسخطه صلى الله عليه وسلم قولهم ذاك بمحضر من الناس.

قوله [سنفقههم] وهذا (١) كان مغلطة منهم، أرادوا أنا لا نمنعهم عن تعلم دينهم. قوله [بأحب خلقك إليك] أي هو من أحب (٢) خلقك.

قوله [وإذا سكت ابتدأني] أي كان يعتني بي (٣) ولا ينساني.

قوله [أنا دار الحكمة] أراد بذلك على الباطن، فإن السلاسل سائرها


(١) هذا على النسخ التي بأيدينا من النسخ الهندية، والظاهر أن فيه سقوطًا من الناسخ كما في النسخة المصرية بلفظ: قال فإن لم يكن لهم فقه في الدين إلخ، وعلى هذا فهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم رد بذلك على قولهم: ليس لهم فقه في الدين، وليس ذكر الفقه في رواية أبي داود والحاكم.
(٢) وبذلك جزم الشراح كما بسطه القاري بأشد البسط، وقال: هو نظير ما ورد في أفضل الأعمال، وقال أيضًا: قال ابن الجوزي: موضوع، وقال الحاكم: ليس بموضوع، قلت: بسط الكلام على ذلك الدمنتي إذ قال: هذا أحد أحاديث انتقدها سراج الدين القزويني على المصابيح فزعم وضعه، وقال صلاح الدين العلائي: ليس بموضوع، ثم بسط الكلام على طرقه، قلت: وعلى ما أفاده الشيخ من التوجيه لا يشكل عليه ما اختلفت الأجوبة منه صلى الله عليه وسلم في سؤال أحب الخلق إليه من أسامة، والصديق، وعائشة، وفاطمة، وغيرهم.
(٣) أي يهتم بشأني ولا يتوقف عطاؤه على سؤال.

<<  <  ج: ص:  >  >>