للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله [أن تكون منى بمنزلة هارون] ولا دلالة فيه على الخلافة (١)، كيف وقد توفى هارون قبل موسى، فالتشبيه ليس إلا في كونه خليفة عنه في أهله.

قوله [فكتب معي خالد إلخ] والجواب عنه مثل ما مر (٢).

قوله [أول من صلى علي] هذا مقال بحسب علم الراوي (٣)، ووجه الاختلاف في ذلك أنهم كانوا يخفون إسلامهم إذًا. قوله [أنا من القرن


(١) قال القاضي: هذا الحديث مما تعلقت به الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة في أن الخلافة كانت حقًا لعلي، ثم اختلف هؤلاء فكفرت الروافض سائر الصحابة في تقديم غيره، وزاد بعضهم فكفر عليًا لأنه لم يقم في طلب حقه بزعمهم، وهؤلاء أسخف مذهبًا= =وأفسد عقلاً من أن يرد قولهم أو يناظر، قاله النووي. وقال الحافظ: استدل بحديث الباب على استحقاق علي للخلافة دون غيره من الصحابة، وأجيب بأن هارون لم يكن خليفة موسى إلا في حياته لا بعد موته، لأنه مات قبل موسى باتفاق، أشار إلى ذلك الخطابي. وقال الطيبي: معنى الحديث أنه متصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه مبهم بينه بقوله: إلا أنه لا نبي بعدي، فعرف أن الاتصال المذكور بينهما =ليس من جهة النبوة بل من جهة ما دونها وهو الخلافة، ولما كان هارون المشبه به إنما كان خليفة في حياة موسى، دل ذلك على تخصيص خلافة علي للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته، انتهى.
(٢) أي قريبًا في حديث عمران بن حصين، وأما حديث البراء هذا فمكرر بسنده ومتنه تقدم في (باب من يستعمل على الحرب) ص ٤٤١ في كتاب فضائل الجهاد.
(٣) وهذا توجيه معروف في أمثال ذلك جزم بذلك التوجيه فيما أخرجه البخاري في (باب إسلام سعد) من قوله: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام، قلت: وأشار الترمذي بالروايات الآتية إلى أن المرجح روايات إسلام أبي بكر أولاً، وقال السيوطي في التاريخ: أخرج خيثمة بسند صحيح عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، والخلاف في أول من أسلم مشهور، أجمل الكلام عليه السيوطي في التدريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>