للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحنة في الطاعات توجب المنحة. قوله [أصدق من أبي ذر] فمن سواه (١) يساويه في الصدق أو هو دونه.

قوله [كالحاسد] يعني به مغتبطًا، لأن الغبطة يشبه الحسد. قوله [أفتعرف ذلك]. بصيغة الخطاب من الأفعال، ويمكن أن يكون متكلمًا من المجرد.

قوله [مكانهما] أي هما موجودان ولم ينعدما، أو المراد هما موجودان في المدينة ولم ينعدما منها. قوله [وقد علم المحفوظون من أصحاب إلخ] فيه إشارة (٢) إلى أن الخلفاء قربتهم معلومة لكل أحد. قوله [وحذيفة صاحب سر رسول


(١) قال التوربشتي: قوله أصدق من أبي ذر مبالغة في صدقه لا أنه أصدق من كل على الاطلاق، لأنه لا يكون أصدق من أبي بكر بالإجماع، فيكون عامًا قد خص، وقال الطبي: يمكن أن يراد به أنه لا يذهب إلى التورية والمعاريض في الكلام، إلى آخر ما في المرقاة.
(٢) فإنه يدل على أنهم يعرفون درجات الصحابة ومراتب فضلهم، فلابد أن يعرفوا فضل الخلفاء الذين فضلهم مأثور يعرفهم كل من يأتي بعدهم، وقد عرف اهتمامهم بمعرفة مراتب الناس، فقد أخرج البخاري بروايات وطرق سؤالهم: من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم لله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب تسألوني، الحديث. وأخرج أيضًا عن ابن عمر: كنا نخير بين الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان، وحديث الباب أخرجه أحمد برواية حسين عن إسرائيل نحو الترمذي، وأخرج أيضًا عن شقيق عن حذيفة بلفظ آخر، وفيه: من حين يخرج من بيته حتى يرجع، فلا أدري ما يصنع في أهله، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>