(٢) بياض في الأصل بعد ذلك، وقال الحافظ: زعم ابن التين أن المراد بقوله: على لسان نبيه، قوله صلى الله عليه وسلم: ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وهو محتمل، ويحتمل أن يكون المراد بذلك حديث عائشة مرفوعًا: ما خير عمار إلا اختار أرشدهما، فكونه يختار أرشد الأمرين دائمًا يقتضي أنه قد أجير من الشيطان الذي من شأنه الأمر بالغي، ولابن سعد في الطبقات من طريق الحسن قال: قال عمار: نزلنا منزلاً فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سيأتيك من يمنعك من الماء، فلما كنت على رأس الماء إذا رجل أسود كأنه مرس، فصرعته، الحديث. وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك الشيطان، فلعله أشار إلى هذه القصة، ويحتمل أن تكون الإشارة بالإجارة إلى ثباته على الإيمان لما أكرهه المشركون على النطق بكلمة الكفر، فنزلت فيه: "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"، انتهى.