للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلاحظ أن أقسام الشرك التي ذكرها هي مجرد صور للأعمال الشركية التي تقع في بعض المجتمعات الإسلامية لعموم الجهل، وهناك صور أخرى للشرك لم يتعرض لها، ولا يمكن حصر جميع الصور بهذه الطريقة.

ز- وهناك تقسيم للإمام ابن القيم – رحمه الله – ذكره في كتابه: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)، يمكن أن يوصف بأنه أكثر دقة في استقصاء أنواع الشرك؛ حيث قال: (الشرك شركان: شرك يتعلق بذات المعبود، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته، وإن كان صاحبه يعتقد أنه – سبحانه – لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته ولا في أفعاله) (١). ثم بدأ الإمام في بيان التفريعات فيهما.

التقسيم المختار:

ولعل التقسيم الذي يجمع بين هذه التقسيمات هو أن يقال:

الشرك على نوعين: أكبر، وأصغر.

أما الأكبر:

فهو أن يتخذ شريكاً أو نداً مع الله – تعالى – في ذاته أو في أسمائه وصفاته، أو أن يعدل بالله – تعالى – مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده (٢).

أو يقال: هو أن يجعل الإنسان لله نداً في ربوبيته, أو ألوهيته, أو أسمائه وصفاته (٣). الشرك في القديم والحديث لأبي بكر محمد زكريا– ١/ ١٣٨


(١) ابن القيم: ((الجواب الكافي)) (ص: ٣٠٩، ٣١٠).
(٢) انظر ما ذكره ابن تيمية: ((الاستقامة)) (١/ ٣٤٤)، وابن القيم: ((مدارج السالكين)) (١/ ٣٣٩).
(٣) انظر ما ذكره حافظ الحكمي: ((معارج القبول)) (٢/ ٤٨٣)، و ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (١/ ٥١٦، ٥١٧)، وانظر ما ذكره ابن تيمية: ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (٢/ ٣، ٧)، والسعدي في ((الإرشاد)) (ص: ٥، ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>