للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثامن عشر: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق]

جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة ... شهادة الزور وكتمان شهادة الحق)) (١).

وشهادة الزور هي الكذب متعمداً في الشهادة، فكما أن شهادة الزور سبب لإبطال الحق، فكذلك كتمان الشهادة سبب لإبطال الحق.

قال الله تعالى: وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [البقرة: ٢٨٣].

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. ثلاثاً الإشراك بالله، وعقوق الوالدين, وشهادة الزور, أو قول الزور وكان متكئاً فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت)) (٢).

وما أكثر شهادة الزور وكتمان شهادة الحق في هذا الزمن، ولعظم خطرها قرنها النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك وعقوق الوالدين، فإن شهادة الزور سبب للظلم والجور وضياع حقوق الناس في الأموال والأعراض، وظهورها دليل على ضعف الإيمان وعدم الخوف من الرحمن. أشراط الساعة ليوسف الوابل-ص: ١٥٠


(١) رواه أحمد (١/ ٤٠٧) (٣٨٧٠). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٧/ ٣٣٢): رجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (٥/ ٣٣٣)، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (٦٤٧) وقال: على شرط مسلم.
(٢) رواه البخاري (٢٦٥٤)، ومسلم (٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>