للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: معنى الشفاعة في اللغة]

الشفاعة في لغة العرب مشتقة من الشفع الذي هو غير الوتر، أي أن الشفع هو الزوج الذي هو عكس الوتر عند الإطلاق، تقول: أعطيتك كتاباً ثم شفعته بآخر، أي صار ما معك زوجاً بعد أن كان وتراً، قال ابن منظور: (شفع الوتر من العدد شفعاً: صيره زوجاً) (١).

والمشفع – بكسر الفاء – هو الذي يقبل الشفاعة.

والمشفع – بفتح الفاء – هو الذي يقبل شفاعته.

قال ابن الأثير في (النهاية): (قد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم، يقال: شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع، والمشفع الذي يقبل الشفاعة والمشفع الذي تقبل شفاعته) (٢).

وعرفها اللقاني بأنها في اللغة هي: (الوسيلة والطلب) (٣).

ومن المشفع أخذت تسمية الشفعة التي هي الزيادة: لأن من حقت له الشفعة زاد في ماله ذلك المشفوع؛ فيصير ما معه شفعاً، وكأن ما حصل معه من الملك قبل الشفعة وتراً، وبعد أخذ المشفوع صار شفعاً.

وفي هذا يقول ابن الأثير: (الشفعة في الملك معروفة، وهي مشتقة من الزيادة، لأن الشفيع يضم المبيع إلى ملكه) (٤).

وقال الراغب: (الشفع ضم الشيء إلى مثله)، قال: (والشفعة: هو طلب مبيع في شركته بما بيع به ليضمه إلى ملكه، وهو من الشفع) (٥). الحياة الآخرة لغالب عواجي- ١/ ٢٨٠


(١) ((لسان العرب)) (٨/ ١٨٣).
(٢) ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (٢/ ٤٨٥).
(٣) ((شرح جوهرة التوحيد)) (١٨٦).
(٤) ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (٢/ ٤٨٥).
(٥) ((المفردات)) (ص: ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>