للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- يوم الوعيد:]

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ [ق: ٢٠]. وسمي يوم الوعيد لأن الله (أوعد به الكفار، قال مقاتل: يعني بالوعيد العذاب في الآخرة، وخصص الوعيد مع كون اليوم هو يوم الوعد والوعيد جميعاً لتهويله) (١). الحياة الآخرة لغالب عواجي – ١/ ٤٥

وقد جمع الغزالي ثم القرطبي – أسماء يوم القيامة - فبلغت نحو الثمانين اسما فمنها يوم الجمع، ويوم الفزع الأكبر، ويوم التناد، ويوم الوعيد، ويوم الحسرة، ويوم التلاق، ويوم المآب، ويوم الفصل، ويوم العرض على الله، ويوم الخروج، ويوم الخلود، ومنها: يوم عظيم، ويوم عسير، ويوم مشهود، ويوم عبوس قمطرير، ومنها: يوم تبلى السرائر، ومنها: يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، ويوم يدعون إلى نار جهنم، ويوم تشخص فيه الأبصار، ويوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، ويوم لا ينطقون، ويوم لا ينفع مال ولا بنون، ويوم لا يكتمون الله حديثا، ويوم لا مردّ له من الله، ويوم لا بيع فيه ولا خلال، ويوم لا ريب فيه، فإذا ضمت هذه إلى ما ذكر في الأصل كانت أكثر من ثلاثين اسما معظمها ورد في القرآن بلفظه وسائر الأسماء المشار إليها أخذت بطريق الاشتقاق بما ورد منصوصاً كيوم الصدر من قوله: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا [الزلزلة:٦] ويوم الجدال من قوله: يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا [النحل:١١١] , ولو تتبع مثل هذا من القرآن زاد على ما ذكر والله أعلم فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني - بتصرف- ١١/ ٣٩٥

وبعد أن ذكر القرطبي كثيراً من أسماء يوم القيامة – التي هي على صيغة جمل – ذكر أن أسماء يوم القيامة قد تتبعها بعض العلماء، منهم ابن نجاح في (سبل الخيرات)، وأبو حامد الغزالي في غير موضع من كتبه كـ (الإحياء) (٢) وغيره، والقتبي في كتاب (عيون الأخبار)، ثم قال: (ولا يمتنع أن تسمى بأسماء غير ما ذكرنا حسب الأحوال الكائنة فيه، من الازدحام، والتضايق، واختلاف الأقدام، والخزي، والهوان، والذل، والافتقار، والصغار، والانكسار، ويوم الميقات، والمرصاد، إلى غير ذلك من الأسماء) (٣). الحياة الآخرة لغالب عواجي – ١/ ٤٥


(١) ((فتح القدير)) (٥/ ٧٦).
(٢) ((إحياء علوم الدين)) (٤/ ٥١٦).
(٣) ((التذكرة)) (ص: ٢٣٢)، ((كتاب تكملة شرح الصدور)) (ص: ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>