للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الحياة]

صفة من صفات الله عَزَّ وجَلَّ الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة، و (الحي) اسم من أسمائه تعالى.

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران: ٢].

وقوله: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت [الفرقان: ٥٨].

الدليل من السنة:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون)) (١).

قال شيخ الإسلام: كلامه وحياته من صفات الله كعلمه وقدرته.

وقال: لم يعبر أحد من الأنبياء عن حياة الله بأنها روح الله فمن حمل كلامَ أحدٍ من الأنبياء بلفظ الروح أنه يراد به حياة الله فقد كذب (٢).

وقال الهرَّاس في (شرحه للنونية) (٣): ومعنى الحي: الموصوف بالحياة الكاملة الأبدية، التي لا يلحقها موت ولا فناء، لأنها ذاتية له سبحانه، وكما أنَّ قيوميته مستلزمة لسائر صفات الكمال الفعلية؛ فكذلك حياته مستلزمة لسائر صفات الكمال الذاتية من العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والعزة والكبرياء والعظمة ونحوها اهـ.

فائدة:

في حديث الإفك عند البخاري ومسلم: ((قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله! أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس؛ ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج؛ أمرتنا، ففعلنا فيه أمرك فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه: كذبت لعمر الله؛ لا تقتله، ولا تقدر على ذلك فقام أسيد بن الحضير رضي الله عنه، فقال: كذبت لعمر الله؛ لنقتلنَّه)) (٤).

قال الحافظ: العَمْر؛ بفتح العين المهملة: هو البقاء، وهو العُمُر بضمها، لكن لا يستعمل في القسم إلا بالفتح (٥).

وقال القاضي عياض: وقوله: ((لعمر الله) أي: بقاء الله (٦).

وقال البيهقي: فحلف كلُّ واحد منهما بحياة الله وببقائه والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع (٧). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٢٧


(١) رواه مسلم (٢٧١٧).
(٢) ((دقائق التفسير)) (٢/ ١٠٢)، ((الجواب الصحيح)) (٤/ ٥٠).
(٣) ((شرح القصيدة النونية)) (٢/ ١٠٣)
(٤) رواه البخاري (٢٦٦١)، ومسلم (٢٧٧٠). من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٥) ((الفتح)) (٨/ ٤٧٢).
(٦) ((مشارق الأنوار)) (٢/ ٨٧).
(٧) ((الاعتقاد)) (٨٣). وانظر: ((الأسماء والصفات)) (١/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>