للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الإيمان بالحوض]

قال تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة:٢ - ٣]، فالإيمان بالغيب هو أول صفة وصف الله بها عباده المؤمنين في كتابه الكريم.

ولذلك كان الإيمان بالغيب من أسس العقيدة الإسلامية، ومن ركائزها المتينة، التي عليها تقوم وعلى أساسها ترتكز.

والغيب كل ما غاب عنا, وأخبرنا به الله عز وجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم, ومن ذلك الغيب الذي يجب أن نؤمن به الجنة والنار، والحساب والعقاب، والصراط والميزان، والشفاعة والحوض .... وغير ذلك من الأمور الغيبية.

فالإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم واجب، فقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة بلغت حد التواتر.

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:

(أحاديث الحوض صحيحة، والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان، وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة، لا يتأول ولا يختلف فيه.

قال: (وحديثه متواتر النقل, رواه خلائق من الصحابة.) أ. هـ (١)

قال الحافظ رحمه الله تعالى: بعد ما ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض:

(فجميع من ذكرهم عياض خمسة وعشرون نفساً، وزاد عليه النووي ثلاثة، وزدت عليهم أجمعين قدر ما ذكروه سواء فزادت العدة على الخمسين).

قال: (ولكثير من هؤلاء الصحابة في ذلك زيادة على الحديث الواحد, كأبي هريرة, وأنس, وابن عباس, وأبي سعيد, وعبدالله بن عمرو.

قال: (وأحاديثهم بعضها في مطلق ذكر الحوض، وفي صفته بعضها, وفيمن يرد عليه بعضها، وفيمن يدفع عنه بعضها)

قال: (وبلغني أن بعض المتأخرين وصلها إلى رواية ثمانين صحابياً) أهـ (٢) تيسير الكريم العلي في وصف حوض النبي لوحيد عبدالسلام بالي – ص ٥


(١) ((شرح النووي)) (١٥/ ٥٣)
(٢) ((فتح الباري)) (١١/ ٤٦٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>