فإن المراد بالعرض على الله عند الإطلاق: هو بروز الخلائق وعرضهم على ربهم سبحانه وتعالى في الموقف، عندما يتجلى تبارك وتعالى لهم لحسابهم وفصل القضاء بينهم، وهو كذلك عرض أعمال العباد عليهم, وعرض بعض الأشخاص عليه عرضاً خاصاً بعد خروجهم من النار، وهذا المعنى الخاص للعرض الاصطلاحي هو أخص من العرض اللغوي العام كما أفادته النصوص الشريفة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد قسم الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله معاني العرض إلى معنيين، فقال: العرض له معنيان: معنى عام، وهو عرض الخلائق كلهم على ربهم عز وجل, بادية له صفحاتهم, لا تخفى عليه منهم خافية، وهذا يدخل فيه من يناقش الحساب ومن لا يحاسب، والمعنى الثاني: عرض معاصي المؤمنين عليهم, وتقريرهم بها, وسترها عليهم, ومغفرتها لهم (١).
والمقصود هنا هو ذكر عرض الخلائق جميعهم على ربهم، أما العرض الثاني وهو عرض الحساب والمناقشة. الحياة الآخرة لغالب عواجي- ٢/ ٨١٥