وقد أشارت أكثر من آية إلى الشهداء الذين يشهدون على العباد كقوله تعالى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:٥١]، وقوله تعالى: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء [الزمر:٦٩]. وأول من يشهد على الأمم رسلها فيشهد كل رسول على أمته بالبلاغ: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا [النساء:٤١]، وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء [النحل:٨٩]، وقوله: شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ هم الرسل لأن كل أمة رسولها منها، كما قال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ [التوبة:١٢٨]. وكما يشهدون على أممهم بالبلاغ يشهدون عليهم بالتكذيب، ومن الأشهاد الأرض والأيام والليالي تشهد بما عمل فيها وعليها ويشهد المال على صاحبه، كما تشهد الملائكة: وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ [هود:١٨]. القيامة الكبرى لعمر بن سليمان الأشقر – ص: ٢١٢