للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- التقديم والتأخير]

صفتان من صفات الذات والأفعال لله عَزَّ وجَلَّ ثابتتان بالكتاب والسنة، والمقدِّم والمؤخِّر اسمان لله تعالى الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون:١١].

وقوله: إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [إبراهيم:٤١].

الدليل من السنة:

حديث: ((أنت المقدِّم، وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت)) (١).

حديث: ((أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلغه ستين سنة)) (٢).

حديث: ((لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)) (٣).

قال ابن القيم (٤):

وهُوَ المُقَدِّمُ والمُؤخِّرُ ذَانِكَ الـ ... صِّفَتَانِ للأفْعَالِ تَابِعَتَانِ

وهُمَا صِفَاتُ الذَّاتِ أيضاً إذْ هُمَا ... بالذَّاتِ لا بِالغَيْرِ قَائِمَتَانِ

قال الشيخ محمد خليل الهرَّاس في شرحه للأبيات: والتقديم والتأخير صفتان من صفات الأفعال التابعة لمشيئته تعالى وحكمته، وهما أيضاً صفتان للذات؛ إذا قيامهما بالذات لا بغيرها، وهكذا كل صفات الأفعال هي من هذا الوجه صفات ذات، حيث إنَّ الذات متصفة بها، ومن حيث تعلقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمى صفات أفعال صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٨٨


(١) رواه البخاري (١١٢٠)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. ومسلم (٧٧١). من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٢) رواه البخاري (٦٤١٩). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) رواه مسلم (٤٣٨). من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(٤) ((النونية)) (٢/ ١٠٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>