للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- السَّخَطُ أو السُّخْطُ

صفةٌ من صفات الله الفعليَّة الخبريَّة الثابتة بالكتاب والسنة.

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ [المائدة: ٨٠].

قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ [محمد: ٢٨].

الدليل من السنة:

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((إن الله عَزَّ وجَلَّ يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك وسعديك (إلى أن قال فيه:) فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني؛ فلا أسخط عليكم بعده أبداً)) (١).

حديث بريدة رضي الله عنه: ((لا تقولوا للمنافق سيد، فإن يك سيداً؛ فقد أسخطتم ربكم عزَّ وجلَّ)) (٢).

قال أبو إسماعيل الصابوني: وكذلك يقولون في جميع الصفات (يعني: الإثبات) التي نزل بها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والرضى والسخط اهـ (٣).

وقال الشيخ محمد خليل الهرَّاس في (شرحه للواسطية) تعليقاً على بعض الآيات التي أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية فيها بعض صفات الله عَزَّ وجَلَّ الفعلية: تضمنت هذه الآيات إثبات بعض صفات الفعل؛ من الرضى لله، والغضب، واللعن، والكره، والسخط، والمقت، والأسف، وهي عند أهل الحق صفات حقيقية لله عَزَّ وجَلَّ، على ما يليق به، ولا تشبه ما يتصف به المخلوق من ذلك، ولا يلزم منها ما يلزم في المخلوق (٤).

وانظر كلام ابن كثير في: صفة (السمع) صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٧٠


(١) رواه البخاري (٦٥٤٩)، ومسلم (٢٨٢٩).
(٢) رواه أبو داود (٤٩٧٧)، وأحمد (٥/ ٣٤٦) (٢٢٩٨٩). وسكت عنه أبو داود، وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٤٤): إسناده صحيح. وقال النووي في ((الأذكار)) (ص٤٤٩): إسناده صحيح. وقال الألباني في ((سنن أبي داود)): صحيح.
(٣) ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) (ص٥)
(٤) ((شرح العقيدة الواسطية)) (ص١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>