للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: نقل أقوال السلف في الاستثناء مع التوفيق بينها]

السلف لهم في الاستثناء صيغ متعددة، فمنهم من يستثني بقول: إن شاء الله، أو أرجو، أو آمنت بالله ... ، أو لا إله إلا الله أو نحو ذلك من الصيغ، وجميع هذه الصيغ مؤداها واحد، وهو عدم القطع بالإيمان المطلق الكامل، وتفويض ذلك إلى الله سبحانه.

وفيما يلي أنقل بعض ما ورد عن السلف في ذلك، مصنفاً أقوالهم حسب الصيغ الواردة عنهم في الاستثناء.

١ - استثناؤهم بقول: (إن شاء الله):

(أ) عن عبدالرحمن بن عصمة قال: (كنت عند عائشة رضي الله عنها فأتاها رسول معاوية رضي الله عنه بهدية فقال: أرسل بها إليك أمير المؤمنين، فقالت: أنتم المؤمنون إن شاء الله تعالى، وهو أميركم وقد قبلت هديته) (١).

(ب) وعن أحمد بن حنبل قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: (إذا سئل أمؤمن أنت إن شاء الله لم يجبه، وسؤالك إياي بدعة، ولا أشك في إيماني، وقال: إن شاء الله ليس يكره، وليس بداخل في الشك) (٢).

(ج) وقال جرير بن عبدالحميد: (كان الأعمش ومنصور ومغيرة وليث وعطاء بن السائب وإسماعيل بن خالد وعمارة بن القعقاع والعلاء بن المسيب وابن شبرمة وسفيان الثوري وأبو يحيى - صاحب الحسن - وحمزة الزيات يقولون: نحن مؤمنون إن شاء الله، ويعيبون من لم يستثن) (٣).

(د) (وسئل أحمد ما تقول في الاستثناء في الإيمان؟ قال: نحن نذهب إليه.

قيل: الرجل يقول: أنا مؤمن إن شاء الله؟ قال: نعم) (٤).

(وسُئل عن الرجل يقال له: أمؤمن أنت؟ قال: سؤاله إياك بدعة، يقول: إن شاء الله) (٥).

(وسئل عن الرجل يسألني: مؤمن أنت؟ قال: تقول: نعم إن شاء الله) (٦).

٢ - استثناؤهم بقول: (أرجو):

(أ) عن سعيد بن جبير قال: (سألت ابن عمر، قال: قلت: أغتسل من غسل الميت؟ قال: مؤمن هو؟ قلت: أرجو، قال: فتمسح بالمؤمن ولا تغتسل منه) (٧).

(ب) عن إبراهيم النخعي قال: (قال رجل لعلقمة: أمؤمن أنت؟ قال: أرجو) (٨).

(ج) وعن إبراهيم النخعي (عن علقمة – وتكلم عنده رجل من الخوارج بكلام كرهه – فقال علقمة: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [الأحزاب: ٥٨] فقال له الخارجي: أَوَمنهم أنت؟ فقال: أرجو) (٩).

(د) وعن الحسن بن عبيدالله قال: (قال إبراهيم النخعي: إذا قيل لك: أمؤمن أنت؟ فقل: أرجو) (١٠).

(هـ) (وسُئل أحمد بن حنبل عمن يقال له أنت مؤمن؟ فقال: سؤاله إياك بدعة، وقل: أنا مؤمن أرجو) (١١).

٣ - استثناؤهم بقول: (آمنت بالله وملائكته .. ):


(١) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٤٩).
(٢) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣١٠).
(٣) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٣٥)، والآجري في الشريعة (ص: ١٣٩)، وابن بطة في الإبانة (٢/ ٨٧١).
(٤) رواه الخلال في ((السنة)) (٣/ ٥٩٤).
(٥) رواه الخلال في ((السنة)) (٣/ ٦٠٢).
(٦) رواه الخلال في ((السنة)) (٣/ ٦٠٢).
(٧) رواه ((ابن أبي شيبة في مصنفه)) (٣/ ٢٦٧)، وعبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢١).
(٨) رواه أبو عبيد في ((الإيمان)) (ص: ٦٨)، وابن أبي شيبة في ((الإيمان)) (ص: ٩)، وفي ((المصنف)) (١١/ ١٥)، وعبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٤٠)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٣٦).
(٩) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٢٢)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٤١)، وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٠).
(١٠) رواه عبدالله في ((السنة)) (١/ ٣٤٠)، والطبري في ((تهذيب الآثار)) (برقم ١٠٠٠)، والآجري في ((الشريعة)) (ص: ١٤١)، وابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨٧٩).
(١١) رواه الخلال في ((السنة)) (٣/ ٦٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>