للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الواسع والموسع]

يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه الواسِع والمُوسِع، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، و (الواسِع) من أسمائه تعالى

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: ١١٥]

وقوله: وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا [الأنعام: ٨٠]

وقوله: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات: ٤٧]

الدليل من السنة:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((إنَّ أول الناس يقضى يوم القيامة ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال)) (١)

حديث الدعاء في صلاة الجنازة، وفيه: ((وأكرم نُزُلَه، ووسِّع مدخله)) (٢)

قال ابن قتيبة: ومن صفاته (الواسِع)، وهو الغني، والسعة: الغنى (٣)

وقال قَوَّام السُّنَّة الأصبهاني: الواسِع: وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحداً إلا وهو يأكل رزقه، ولا يقدر أن يأكل غير ما رزق (٤)

وقال البيهقي: الواسِع: هو العالم، فيرجع معناه إلى صفة العلم، وقيل: الغني الذي وسع غناه مفاقر الخلق (٥)

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: الواسِع الصفات والنعوت ومتعلقاتها، بحيث لا يحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم (٦)

وقال الراغب الأصفهاني في (المفردات): وقوله: وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً [الأنعام:٨٠]: وصفٌ له؛ نحو: أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق:١٢]، وقوله: وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:٢٤٧]، وَكَانَ اللهُ وَاسِعاً حَكِيماً [النساء:١٣٠]، فعبارة عن سعة قدرته وعلمه ورحمته وأفضاله

وقال الزجاجي: الواسِع: الغني، يقال: فلان يعطي من سعة؛ أي: من غنى وجدة (٧) صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٣١٨


(١) رواه مسلم (١٩٠٥).
(٢) رواه مسلم (٩٦٣) من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.
(٣) ((تفسير غريب القرآن)) (ص١٥).
(٤) ((الحجة)) (١/ ١٥٠).
(٥) ((الاعتقاد)) (ص٦٠).
(٦) ((التفسير)) (٥/ ٣٠٥).
(٧) ((اشتقاق أسماء الله)) (ص٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>