للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الوكيل، الكفيل]

اسمه سبحانه (الوكيل) يأتي بمعنى الوكيل العام على جميع خلقه، وذلك لأنه خالقهم ومدبر أمرهم والمتكفل بأرزاقهم وحاجاتهم ومحييهم ومميتهم، وذلك كما في قوله تعالى: ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الأنعام: ١٠٢].

يقول الطبري رحمه الله تعالى عند هذه الآية: (والله على كل ما خلق من شيء رقيب وحفيظ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته) (١).

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر: ٦٢].

(فإخباره بأنه على كل شيء وكيل، يدل على إحاطة علمه بجميع الأشياء، وكمال قدرته على تدبيرها، وكمال تدبيره، وكمال حكمته التي يضع بها الأشياء مواضعها) (٢).

ويقول في موطن آخر: (-والوكيل- المتولي لتدبير خلقه بعلمه وكمال قدرته وشمول حكمته، الذي يتولى أولياءه فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى وكفاهم الأمور) (٣).

أما المعنى الخاص (للوكيل) فهو ما ذكره الشيخ السعدي سابقاً بقوله: (الذي يتولى أولياءه فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى وكفاهم الأمور) (٤)، وهو المراد في قوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً [الأحزاب: ٣]، وقوله سبحانه: فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: ١٧٣].

وهذه الوكالة خاصة بالمؤمنين حيث إن فيها معنى زائد على المعنى العام الذي سبق ذكره وهو معيته الخاصة بأوليائه وإعانته ونصرته لهم.

فتلخص من (الوكيل) المعاني التالية:

١ - الكفيل. ٢ - الكافي. ٣ - المدبر الحفيظ لخلقه القدر على ذلك.

أما معنى (الكفيل): فيقول ابن جرير رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً أي: (وقد جعلتم الله بالوفاء بما تعاقدتم عليه على أنفسكم راعياً، يرعى الموفي منكم بعهد الله الذي عاهد على الوفاء به والناقض .. وساق بسنده إلى مجاهد في معنى (كفيلا) قال: وكيلاً) (٥).

وقال القرطبي رحمه الله: (-كفيلاً- يعني: شهيداً، ويقال: حافظاً، ويقال: ضامناً) (٦). ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها – عبد العزيز بن ناصر الجليل – ص: ٤٧٥


(١) ((تفسير الطبري)) (٧/ ٢٩٩).
(٢) ((تفسير السعدي)) (٤/ ٣٣٥).
(٣) ((تفسير السعدي)) (٥/ ٤٨٨).
(٤) ((تفسير السعدي)) (٥/ ٤٨٨).
(٥) ((تفسير الطبري)) (١٤/ ١١٠، ١١١).
(٦) ((تفسير القرطبي)) (١٠/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>