للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث السادس: الموكل بفتنة القبر]

وللناس في سؤال منكر ونكير: هل هو خاص بهذه الأمة أم لا ثلاثة أقوال: الثالث: التوقف، وهو قول جماعة، منهم: أبو عمر بن عبد البر، فقال: وفي حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها)) (١) منهم من يرويه: تُسأل (٢)، وعلى هذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة قد خصت بذلك، وهذا أمر لا يقطع به، ويظهر عدم الاختصاص، والله أعلم (٣). شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - ٢/ ٥٨١

منكر ونكير هما ملكان جاء وصفهما في السنة بأنهما سود الوجوه وزرق العيون، يأتيان العبد في قبره فيقعدانه ويسألانه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فأما المؤمن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينعم في قبره. وأما الكافر فلا يحار جوابا، فيضرب بمرزبة من حديد يصيح منها صيحة يسمعها كل من يليه إلا الثقلين. ومن الأحاديث الواردة في هذا: ما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قبر الميت - أو قال: أحدكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير. فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبدالله ورسوله. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا ... )) (٤) تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي لعبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر - ص٢٨٩


(١) رواه مسلم (٢٨٦٧).
(٢) رواه الطبري في ((تفسيره)) (١٦/ ٦٠٠ - ٦٠١) عن الربيع، وأبي قتادة، وغيرهما. وعزاه ابن عبد البر في ((التمهيد)) (٢٢/ ٢٥٤) لابن أبي شيبة، وقال: وقال ابن أبي شيبة: تُسأل في قبورها. ولم أجده في ((مصنفه)) إنما روى الحديث (٣/ ٥٠) كما بـ ((صحيح مسلم)) - حيث رواه مسلم من طريق ابن أبي شيبة أصلاً - ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ... )).
(٣) انظر: ((التمهيد)) (٢٢/ ٢٥٣).
(٤) رواه الترمذي (١٠٧١)، وابن أبي عاصم في (السنة) (٨٦٤). قال الترمذي: حسن غريب. وحسنه ابن حجر في ((هداية الرواة)) (١/ ١١٥) - كما أشار إلى ذلك في المقدمة -. وكذلك الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).

<<  <  ج: ص:  >  >>