للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تمهيد]

قال الشيخ حافظ حكمي:

فَقَدْ أَتَى الإِسْلاَمُ مَبْنِيٌّ عَلَى ... خَمْسٍ فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلاَ

أَوَّلُهَا الرُّكْنُ الأَسَاسُ الأَعْظَمُ ... وَهْوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الأَقْوَمُ

رُكْنُ الشَّهَادَتَيْنِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ ... بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لاَ تَنْفَصِمْ

وَثَانِيَاً إِقَامَةُ الصَّلاةِ ... وَثَالِثَاً تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ

وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبِعْ ... وَالْخَامِسُ الْحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطِعْ

وهذه أركان المرتبة الأولى مرتبة الإسلام وهي على قسمين قولية وعملية

فالقولية: الشهادتان والعملية الباقي وهي ثلاثة أقسام:

بدنية وهي الصوم والصلاة ومالية وهي الزكاة وبدنية مالية وهو الحج وقول القلب وعمله شرط في ذلك كله مما تقدم.

والنصوص في هذه الأمور الخمسة كثيرة جدا وهي على نوعين قسم شامل لجميعها وقسم يخص كل خصلة منها.

فلنبدأ بالقسم الأول ما تيسر منه على حدته ... فمن ذلك حديث جبريل ... عن الجم الغفير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ومنها حديث وفد عبد القيس ... ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين وغيرهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان فقال له رجل والجهاد في سبيل الله فقال ابن عمر: الجهاد حسن هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)) (١).

ومنها حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه عند أحمد وغيره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)) (٢) وإسناده صحيح.


(١) رواه البخاري (٨)، ومسلم (١٦).
(٢) رواه أحمد (٤/ ٣٦٣) (١٩٢٤٠)، وأبو يعلى في مسنده (١٣/ ٤١٧)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (٢/ ٣٢٦)، وفي ((المعجم الصغير)) (٢/ ٦٠). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ٥٢) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والصغير وإسناد أحمد صحيح. وقال الألباني في ((إرواء الغليل)) (٧٨١): وأما حديث جرير فيرويه الشعبي عنه مرفوعا به رواه أحمد والطبراني من طريق جابر عن الشعبي به. قلت –أي: الألباني-: ورجاله ثقات غير جابر هذا وهو الجعفي وقد ضعف بل اتهم. لكن تابعه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف أيضا. وأخرجه الطبراني في ((الكبير)) وتابعه عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت أيضا. أخرجه في ((الكبير)) عن سورة بن الحكم. وفي ((الصغير)) عن أشعب بن عطاف كلاهما عن عبد الله به. وهذا سند حسن سورة بن الحكم ترجم له ابن أبي حاتم والخطيب ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وقد روى عنه جماعة. وأشعث بن عطاف قال ابن عدي: لا بأس به. وأما عبد الله بن حبيب فثقة احتج به مسلم ... و [الحديث] صحيح. وقد ورد من حديث عبد الله بن عمر وجرير بن عبد الله البجلي وعبد الله بن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>