للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الكنف]

صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالحديث الصحيح، والكَنَف في اللغة: السِّتر والحِرز والجانب والنَّاحية

الدليل: ما رواه البخاري ومسلم؛ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كَنَفَه عليه فيقول)) (١) قال البخاري: قال عبد الله بن المبارك: كَنَفَه؛ يعني: ستره (٢)

وقال الأزهري في (تهذيب اللغة) بعد أن نقل كلام ابن المبارك هذا: وقال ابن شميل: يضع الله عليه كَنَفَه؛ أي: رحمته وبرَّه (٣) وقال شيخ الإسلام في (نقض التأسيس)؛ كما ذكر الغنيمان في (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري): قال الخلال في (كتاب السُّنَّة) باب: يضع كَنَفَه على عبده، تبارك وتعالى: أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر؛ أنَّ أبا الحارث حدثهم؛ قال: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: (إنَّ الله يدني العبد يوم القيامة؛ فيضع عليه كَنَفَه؟) قال: هكذا نقول: يدنيه ويضع كَنَفَه عليه؛ كما قال؛ يقول له: أتعرف ذنب كذا قال الخلال: أنبأنا إبراهيم الحربي؛ قال: قوله: ((فيضع عليه كَنَفَه) يقول: ناحيته قال إبراهيم: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي؛ يقال: نزل في كَنَفِ بني فلان؛ أي: في ناحيتهم. اهـ (٤)

قال الحافظ أبو موسى المديني في (المجموع المغيث): في الحديث: ((يُدني المؤمن من ربه عَزَّ وجَلَّ حتى يضع عليه كَنَفَه)) (٥)؛ أي: يستره، وقيل: يرحمه، وقال الإمام إسماعيل: لم أر أحداً فسَّرَه؛ إلا إن كان معناه: يستره من الخلق، وقيل في رواية: يستره بيده وكنفا الإنسان: ناحيتاه، ومن الطائر: جناحاه (٦)

وقال الشيخ الغنيمان في المصدر السابق: قوله: ((حتى يضع كَنَفَه عليه)): جاء الكَنَفُ مفسراً في الحديث بأنه السِّتر، والمعنى: أنه تعالى يستر عبده عن رؤية الخلق له؛ لئلا يفتضح أمامهم فيخزى؛ لأنه حين السؤال والتقرير بذنوبه تتغير حاله، ويظهر على وجهه الخوف الشديد، ويتبين فيه الكرب والشدة (٧) صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٢٦٣


(١) رواه البخاري (٦٠٧٠)، ومسلم (٢٧٦٨).
(٢) انظر: ((خلق أفعال العباد)) (ص١٠٣).
(٣) ((تهذيب اللغة)) (١٠/ ٢٧٤).
(٤) ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (٢/ ٤٢٣)
(٥) رواه البخاري (٤٦٨٥). من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(٦) ((المجموع المغيث)) (٣/ ٧٨).
(٧) ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (٢/ ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>