للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الرؤي]

الرؤية - كالبصر والنظر- صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه: ٤٦]

وقوله: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى [العلق: ١٤]

الدليل من السنة:

حديث جبريل المشهور وفيه: ((قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك)) رواه البخاري، ومسلم؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (١) ورواه مسلم أيضاً من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٢).

قول أنس بن النضر رضي الله عنه في غزوة أحد: ((لئن الله أشهدني قتال المشركين؛ لَيرَيَنَّ الله ما أصنع)) (٣).

قال قَوَّامُ السُّنَّة الأصبهاني: قال الله تعالى: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا [هود:٣٧]، وقال: تَجْري بِأَعْيُنِنَا [القمر:١٤]، وقال: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:٣٩]، وقال: وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:٤٨]؛ فواجب على كل مؤمن أن يثبت من صفات الله عَزَّ وجَلَّ ما أثبته الله لنفسه، وليس بمؤمن من ينفي عن الله ما أثبته الله لنفسه في كتابه؛ فرؤية الخالق لا تكون كرؤية المخلوق، وسمع الخالق لا يكون كسمع المخلوق، قال الله تعالى: فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [التوبة:١٠٥]، وليس رؤية الله تعالى أعمال بني آدم كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وإن كان اسم الرؤية يقع على الجميع، وقال تعالى: يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ [مريم:٤٢]، جل وتعالى عن أن يشبه صفة شيء من خلقه صفته، أو فعل أحد من خلقه فعله؛ فالله تعالى يرى ما تحت الثرى، وما تحت الأرض السابعة السفلى، وما في السماوات العلى، لا يغيب عن بصره شيء من ذلك ولا يخفي؛ يرى ما في جوف البحار ولججها كما يرى ما في السموات، وبنو آدم يرون ما قرب من أبصارهم، ولا تدرك أبصارهم ما يبعد منهم، لا يدرك بصر أحد من الآدميين ما يكون بينه وبينه حجاب، وقد تتفق الأسامي وتختلف المعاني اهـ (٤). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٤٢


(١) رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩).
(٢) رواه مسلم (٨).
(٣) رواه البخاري (٢٨٠٥)، ورواه مسلم (١٩٠٣) بلفظ: ((ليراني الله)).
(٤) ((الحجة)) (١/ ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>