للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- اليمين والشمال واليسار]

توصف يَدُ الله عَزَّ وجَلَّ بأنها يَمِين، وهذا ثابتٌ بالكتاب والسنة

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر: ٦٧]

الدليل من السنة:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((يَمِينُ الله ملأى لا يغيضها نفقة)) (١)

حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ويطوي السماء بيَمِينه)) (٢)

حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب؛ فإنَّ الله يتقبلها بيَمِينه)) (٣)

يؤمن أهل السنة والجماعة أنَّ لله عَزَّ وجَلَّ يدين، وأنَّ إحدى يديه يَمِين؛ فهل الأخرى توصف بالشِّمال؟ أم أنَّ كلتا يديه يَمِين؟

تحقيق القول في صفة الشِّمال:

أولاً: القائلون بإثبات صفة الشِّمال أو اليسار

ومنهم: الإمام عثمان بن سعيد الدارمي، وأبو يعلى الفراء، ومحمد بن عبد الوهاب، وصديق حسن خان، ومحمد خليل الهرَّاس، وعبدالله الغنيمان، وإليك أدلتهم وأقوالهم:

أدلتهم:

ما رواه مسلم في (صحيحه) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: ((يطوي الله عَزَّ وجَلَّ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول)) (٤) الخ الحديث

حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: ((خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليَمِين فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحُمم، فقال للتي في يَمِينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للتي في يساره: إلى النار ولا أبالي)) (٥)

ومن أدلتهم وصف إحدى اليدين باليَمِين؛ كما في الأحاديث السابقة، وأنَّ هذا يقتضي أنَّ الأخرى ليست يَمِيناً، فتكون شمالاً، وفي بعض الأحاديث تذكر اليَمِين، ويذكر مقابلها: ((بيده الأخرى))، وهذا يعني أنَّ الأخرى ليست اليَمِين، فتكون الشِّمال

أقوالهم:

قال الإمام أبو سعيد الدارمي (٦): وأعجب من هذا قول الثلجي الجاهل فيما ادعى تأويل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يَمِين الرحمن وكلتا يديه يَمِين)) (٧)، فادعى الثلجي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تأول كلتا يديه يَمِين؛ أنه خرج من تأويل الغلوليين أنها يَمِين الأيدي، وخرج من معنى اليدين إلى النعم؛ يعني بالغلوليين: أهل السنة؛ يعني أنه لا يكون لأحد يَمِينان، فلا يوصف أحد بيَمِينين، ولكن يَمِين وشمال بزعمه


(١) رواه البخاري (٧٤١٩)، ومسلم (٩٩٣).
(٢) رواه البخاري (٦٥١٩)، ومسلم (٢٧٨٧).
(٣) رواه البخاري (٧٤٣٠) واللفظ له، ومسلم (١٠١٤).
(٤) رواه مسلم (٢٧٨٨).
(٥) رواه أحمد (٦/ ٤٤١) (٢٧٥٢٨)، والبزار في ((البحر الزخار)) (١٠/ ٧٨)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (٣/ ٢٦١). قال البزار: إسناده حسن. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٧/ ١٨٨): رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (٤٩): إسناده صحيح.
(٦) ((نقض الدارمي على المريسي)) (ص١٥٥).
(٧) رواه مسلم (١٨٢٧) بلفظ: ((إن المقسطين عند الله ... )). من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>