وهو أنه متعلق بالمشيئة والقدرة قائم بذات الرب تعالى: وهو حروف وأصوات مسموعة وهو حادث بعد أن لم يكن فهو عندهم متكلم بقدرته ومشيئته بعد أن لم يكن فاعلا كما ألزموا به الكرامية في مسألة الكلام فهو لازم لهم في مسألة الفعل والكرامية أقرب إلى الصواب منهم فإنهم اثبتوا كلاما وفعلا حقيقة قائمين بذات المتكلم الفاعل وجعلوا لها فرارا من القول بحوادث لا أول لها ومنازعوهم أبطلوا حقيقة الكلام والفعل وقالوا لم يقم به فعل ولا كلام ألبتة وأما من أثبت منهم معنى قائما بنفسه سبحانه فلو كان ما أثبته مفعولا لكان من جنس الإرادة والعلم لم يكن خارجا عنهما فهم لم يثبتوا لله كلاما ولا فعلا وأما الكرامية فإنهم جعلوه متكلما بعد أن لم يكن متكلما كما جعله خصومهم فاعلا بعد أن لم يكن فاعلا. معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي – ١/ ٤٨٧