للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الحادي عشر: الخسف والقذف والمسخ]

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث)) (١).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف)) (٢).

وقد جاء الخبر أن الزنادقة والقدرية يقع عليهم المسخ والقذف، روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه سيكون في أمتي مسخ وقذف، وهو في الزندقية والقدرية)) (٣).

وفي رواية للترمذي: ((في هذه الأمة أو في أمتي خسف أو مسخ أو قذف في أهل القدر)) (٤).

وعن عبد الرحمن بن صحار العبدي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل, فيقال: من بقي من بني فلان؟ قال: فعرفت حين قال: قبائل أنها العرب, لأن العجم تنسب إلى قراها)) (٥).

وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: سمعت بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول: ((إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريباً فقد أظلت الساعة)) (٦).

والخسف قد وجد في مواضع في الشرق والغرب (٧) قبل عصرنا هذا، ووقع في هذا الزمن كثير من الخسوفات في أماكن متفرقة من الأرض, وهي نذير بين يدي عذاب شديد, وتخويف من الله لعباده، وعقوبة لأهل البدع والمعاصي, كي يعتبر الناس ويرجعوا إلى ربهم ويعلموا أن الساعة قد أزفت، وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه.


(١) رواه الترمذي (٢١٨٥)، وقال: غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه و [فيه] عبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٢) رواه ابن ماجه (٣٢٩٦). قال البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) (٢/ ٣١٠): حديث عبد الله ورجال إسناده ثقات. إلا أنه منقطع. سيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق ابن شهاب. قاله الإمام أحمد. وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(٣) رواه أحمد (٢/ ١٣٦) (٦٢٠٨). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٧/ ٢٠٦): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده السيوطي في ((الخصائص الكبرى)) (٢/ ١٤٨)، وأحمد شاكر في تحقيقه للمسند (٩/ ٧٤).
(٤) رواه الترمذي (٢١٥٢). وقال: حسن صحيح غريب، وقال ابن القيم في ((تهذيب السنن)) (١٢/ ٤٥٥): أجود ما في الباب، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٥) رواه أحمد (٣/ ٤٨٣) (١٥٩٩٨)، والحاكم (٤/ ٤٩٢). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٨/ ١٨): رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار ورجاله ثقات، وصحح إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (٨/ ١٤٢)، والسفاريني في ((شرح ثلاثيات المسند)) (١/ ٢٩٠).
(٦) رواه أحمد (٦/ ٣٧٨) (٢٧١٧٣). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٨/ ١٢): رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (٦١٨).
(٧) انظر: ((فتح الباري)) (١٣/ ٨٤)، و ((عون المعبود)) (١١/ ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>