للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الساعة:]

إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى [طه: ١٥].

وقد اختلف الناس في معنى كلمة الساعة إلى أقوال عديدة: فقال البرديسي: الساعة لغة: اسم لطائفة من الزمن مبهمة، وأقل ما يطلق عليه اسم الساعة طرفة عين أو أخذ نفس ورده، وهي نكرة، وكل نكرة تقبل التعريف والتنكير إلا هذه؛ فإن الألف واللام قد لزمتها على وجه التغليب كالثريا ونحوها، والمراد يوم القيامة.

وقال بعضهم: الساعة من أصل الوضع مقدار من الزمان غير معين كقوله: كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ [يونس: ٤٥].

وفي لسان أهل الشرع: القيامة سميت بذلك لأنها تقوم في آخر ساعات الدنيا، أو أنها تقع بغتة، وصارت علماً بالغلبة كالكوكب للزهرة، والساعة في عرف الفلكيين جزء من أربعة وعشرين جزءاً من أوقات الليل والنهار.

وقال بعضهم: سميت بذلك لأنها بالنسبة إلى كمال قدرته وجلاله كساعة واحدة، أو من باب تسمية الكل بلفظ البعض، ويجوز أن يراد بالساعة أول ساعة من الآخرة، وقيل: هي عبارة عن آخر ساعات الدنيا، وقيل: الساعة عبارة عن انقراض الدنيا (١).


(١) ((كتاب تكملة شرح الصدور)) (ص: ١، ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>