للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الجبروت]

صفةٌ ذاتيةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، من اسمه (الجَبَّار)، وهي ثابتةٌ بالكتاب والسنة الدليل من الكتاب: قوله تعالى: العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ [الحشر: ٢٣]

الدليل من السنة:

حديث عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فلما ركع؛ مكث قدر سورة البقرة يقول في ركوعه: ((سبحانه ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)) (١).

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الرؤية: ((& hellip; قال: فيأتيهم الجبَّارُ في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة & hellip;)) (٢) .

قال ابن قتيبة في: (جبروته): تجبُّره، أي: تعظمه اهـ (٣).

وقال ابن القيم (٤):

Normal

٠

false

false

false

EN-US

X-NONE

AR-SA

MicrosoftInternetExplorer٤

وكَذلكَ الجَبَّارُ في أَوْصافِهِ

والجَبْرُ في أَوْصَافِه نَوْعَانِ

جَبْرُ الضَّعِيفِ وكُلُّ قَلْبٍ قد غَدَاَ

ذَا كَسْرَةٍ فَالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ

والثَّاني جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذي

لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ

ولَهُ مُسَمَّىً ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُـ

ـوَ فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ

مِنْ قولهم جَبَّارةٌ للنَّخْلَةِ العُلْيَا

التي فاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ

قال الهرَّاس في شرحه لهذه الأبيات: وقد ذكر المؤلف هنا لاسمه (الجبار) ثلاثة معان، كلها داخلة فيه، بحيث يصح إرادتها منه: أحدها: أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعة لعظمته وجلاله؛ فكم جبر سبحانه من كسير، وأغنى من فقير، وأعز من ذليل، وأزال من شدة، ويسر من عسير؟ وكم جبر من مصاب، فوفقه للثبات والصبر، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر؟ فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه المعنى الثاني: أنه القهار، دانَ كلُّ شيء لعظمته، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته؛ فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته؛ فلا يستطيعون الفكاك منه والثالث: أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه؛ فلا يستطيع أحد منهم أنَّ يدنو منه اهـ وقد ذكر العلامة الشيخ السعدي -رحمه الله- أنَّ له معنى رابعاً، وهو أنه المتكبر عن كل سوء ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أنَّ يكون له كفوٌ أو ضدٌ أو سميٌ أو شريكٌ في خصائصه وحقوقه اهـ صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٩٢


(١) رواه أبو داود (٨٧٣) والنسائي (٢/ ١٩١)، وأحمد (٦/ ٢٤) (٢٤٠٢٦). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال النووي في ((الأذكار)) (٨١): صحيح. وقال ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (٢/ ٧٤): حسن. وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (٢/ ٣٧٥): رجال إسناده ثقات. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
(٢) رواه البخاري (٧٤٣٩).
(٣) ((تفسير غريب القرآن)) (ص١٩).
(٤) ((القصيدة النونية)) (٢/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>