للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب السادس: ستر العورات والعيوب]

ومما يستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر ستر العورات والعيوب

ومما يستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر ستر عورات المسلمين لأن سرت العيوب والتجاهل والتغافل عنها سمة أهل الدين. ويكفي تنبيهاً على كمال الرتبة في ستر القبيح وإظهار الجميل قول الله تعالى: قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ ... [البقرة: ٢٦٣]. الكنز الأكبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعبد الرحمن بن أبي بكر بن داود– ص: ٤١٠

وفي الصحيحين، وجامع الترمذي من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه, ولا يسلمه, ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً، ستره الله يوم القيامة)) (١).

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.

وفي (صحيح مسلم) و (مسند أحمد)، و (سنن أبي داود) و (الترمذي) و (النسائي)، و (ابن ماجه)، و (صحيحي الحاكم وابن حبان) من حديث أبي هريرة مرفوعاً، ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) (٢) مختصر.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)) (٣).

وفي رواية: ((لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره يوم القيامة)) (٤).

وروى الإمام أحمد، والنسائي نحوه من حديث عروة، عن عائشة مرفوعاً – في حديث طويل – ((لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله في الآخرة)) (٥).

ومعنى ستره الله في الآخرة: أن يستر معاصيه وعيوبه عن إذاعتها في أهل الموقف – كما تقدم قريباً – من حديث عمر.

وفي (مسند أحمد) من حديث مسلمة بن مخلد الأنصاري مرفوعاً: ((من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله – عز وجل – في الدنيا الآخرة, ومن نجى مكروباً فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)) (٦).

ورواه الطبراني ولفظه: ((من علم من أخيه سيئة فسترها ستر الله عليه يوم القيامة)) (٧).


(١) رواه البخاري (٢٤٤٢)، ومسلم (٢٥٦٤)، والترمذي (١٤٢٦).
(٢) رواه مسلم (٢٦٩٩)، وأبو داود (٤٩٤٦)، والترمذي (١٩٣٠)، وابن ماجه (١٨٥)، وأحمد (٢/ ٢٥٢) (٧٤٢١)، والحاكم (٤/ ٤٢٥)، وابن حبان (٢/ ٢٩٢) (٥٣٤).
(٣) رواه مسلم (٢٥٩٠).
(٤) رواه مسلم (٢٥٩٠).
(٥) رواه أحمد (٦/ ١٤٥) (٢٥١٦٤). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٢/ ٤): إسناده جيد، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ٤٢): رواه أحمد ورجاله ثقات ورواه أبو يعلى أيضا.
(٦) رواه أحمد (٤/ ١٠٤) (١٧٠٠٠). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٦/ ٢٤٩): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٧) رواه الطبراني (١٧/ ٣٤٩) (١٤٦٤٩). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١/ ١٣٨): رجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>