للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: هل يفتن الكافر في قبره؟]

دلت الأحاديث ... على أن الكفار يفتنون في قبورهم، وقد خالف في ذلك الحكيم الترمذي وابن عبد البرّ والسيوطي (١)، واحتج الحكيم الترمذي على عدم السؤال بأن الأمم الماضية إن رفضت الاستجابة لرسلها عوجلت بالعذاب، بخلاف هذه الأمة، فقد أمسك عنها العذاب، وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيف، فمن دخل في الإسلام مخافة القتل، ثم نافق عذب في قبره، وهذا الذي قاله فيه نظر، فإن الله لم يهلك مكذبي الأمم بعد نزول التوراة (٢)، واحتج ابن عبد البرّ بقوله عليه السلام في الحديث الصحيح: ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها)) (٣)، ومنهم من يرويه: تسأل، والأحاديث الصحيحة ترد هذا الفهم، وتدل على أن هذا ليس خاصاً بالمؤمنين، وليس خاصاً بهذه الأمة (٤). وقد ذهب إلى أن السؤال عام عبد الحق الإشبيلي، وابن القيم، والقرطبي، والسفاريني وغيرهم (٥). القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص ٤٦


(١) انظر: ((لوامع الأنوار البهية)) للسفاريني (٢/ ١٠).
(٢) انظر: ((لوامع الأنوار البهية)) للسفاريني (٢/ ١٠).
(٣) رواه مسلم (٢٨٦٧). من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
(٤) ((التمهيد)) (٢٢/ ٢٥٣).
(٥) انظر: ((لوامع الأنوار البهية)) للسفاريني (٢/ ١٠)، و ((التذكرة)) للقرطبي (ص: ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>