للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث السادس: دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار]

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب لا يدري ما صيام ولا صدقة ولا نسك ويسري على كتاب الله عز وجل في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها)) (١). وهذه البقية التي لا تعرف من الإسلام إلا كلمة التوحيد تفنى وتبيد: عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق)) (٢). ومن دروس الإسلام أن تنقطع عبادة الحج فلا حج ولا عمرة: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت)) (٣) وذلك بعد انبعاث الريح الطيبة وقبضها الصالحين أما قبل ذلك فإن عبادة البيت مستمرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج)) (٤). القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص ٢٧٧


(١) رواه ابن ماجه (٤٠٤٩) بزيادة لفظة: (صلاة)، وبدون لفظة: (الكبيرة). والحاكم (٤/ ٥٢٠، ٥٨٧). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (٤/ ١٩٤): هذا إسناد صحيح رجاله ثقاث. وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (١٣/ ١٩): إسناده قوي. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
(٢) رواه مسلم (٢٩٤٩) بلفظة: (الناس) بدلا من (الخلق). والحديث بلفظة (الخلق): رواه مسلم (١٩٢٤) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(٣) رواه أبو يعلى (٢/ ٢٧٧)، وابن حبان (١٥/ ١٥١)، والحاكم (٤/ ٥٠٠). وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أوقفه أبو داود عن شعبة. ووافقه الذهبي وقال: على شرط البخاري ومسلم. وروى البخاري من طريق قتادة عن عبدالله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج)) حديث (١٥٩٣) وقال عبدالرحمن عن شعبة قال: ((لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت)). والأول أكثر، سمع قتادة عبدالله وعبد الله أبا سعيد. وقال ابن حجر في ((تغليق التعليق)) (٣/ ٦٨): وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فوافق الجماعة ووقع لي حديثه عاليا جداً ... ((إن الناس ليحجون ويعتمرون ويغرسون النخل بعد خروج يأجوج ومأجوج)). ومن الجائز أن يكون الحديثان جميعاً - أي: الحديث السابق وحديث ((لا تقوم الساعة ... )) - صحيحين لقوة إسنادهما وأن يكون المراد بقوله: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وقتا قبل قيامها وبعد خروج يأجوج ومأجوج جمعا بين الحديثين والله أعلم. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (٢٤٣٠): وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم، ووافقه الذهبي.
(٤) رواه البخاري (١٥٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>