للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني عشر: شكوى البعير]

عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ((بينما نحنُ نسيرُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مررنا ببعيرٍ يُسنَى عليه، فلما رآه البعيرُ جرجَرَ، فوضع جرانه، فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين صاحبُ هذا البعير؟ فجاءه فقال: بِعْنِيهِ فقال: بل نهبُهُ لكَ يا رسول الله، وإنه لأهلِ بيتٍ ما لهم معيشةٌ غيرُهُ. قال: أما إذ ذكرتَ هذا من أمره، فإنه شكا كثرةَ العمل، وقلةَ العلفِ، فأحسنوا إليه)) (١).

وعن عبد الله بن جعفر قال: ((أردفني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسرَّ إليَّ حديثاً لا أُحدثُ به أحداً من الناس، وكان أحبَّ ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجتِهِ هدفٌ أو حائشُ نخلٍ. فدخلَ حائطاً لرجلٍ من الأنصار فإذا جملٌ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته إلى سنامه وذفراه فسَكَنَ فقال: مَن ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاءه فتىً من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: أفلا تتقي اللهَ في هذه البهيمة التي مَلَّكَكَ الله إياها؟ فإنه شكا إليَّ أنك تُجيعه وتُدئبُهُ)) (٢). الرسل والرسالات لعمر الأشقر - ص ١٥٢


(١) رواه أحمد (٤/ ١٧٣) (١٧٦٠١)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (٦/ ٢٤). قال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (٦/ ١٤٥): طريقه جيد، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (٥/ ٣٤٦) كما قال ذلك في المقدمة.
(٢) رواه أبو داود (٢٥٤٩)، وأحمد (١/ ٢٠٤) (١٧٤٥)، والحاكم (٢/ ١٠٩). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال ابن الملقن في ((تحفة المحتاج)) (٢/ ٤٣٨): سنده في مسلم، وقال ابن كثير في ((إرشاد الفقيه)) (٢/ ٢٤٧): أصله في مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>