للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حادي عشر: الآثار الإيمانية لاسم الله السلام]

١ - الدعاء بالسلامة:

إن الله تعالى هو السلام ويحب السلام، ويعطي السلام لمن طلبه منه بصدق وإخلاص.

أ- عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: ((اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربنا وربك الله)) (١).

قوله: (أهله) أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه، والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترناً بالأمن والإيمان.

قوله: (بالأمن) أي: مقترناً بالأمن من الآفات والمصائب.

قوله: (والإيمان) أي: وبثبات الإيمان فيه.

قوله: (والسلامة) أي: السلامة عن آفات الدنيا والدين (٢).

ب- وعلى (العبد أن يطلب السلامة يوم القيامة يوم يبعث الله الأحياء، عند معاينته هول المطلع، إذا قدم على الله وحيداً مجرداً عن كل مؤنس، إلا ما قدمه من صالح عمله، وعند موافاته القيامة مع الجمع الأعظم، ليصير إلى إحدى الدارين التي خلق لها، واستعمل بعمل أهلها؛ وطلب السلامة فيه آكد من جميع ما قبله، فإن عطبه لا يستدرك، وعثرته لا تقال، وسقمه لا يداوى، وفقره لا يسد. فأي موطن أحق بطلب السلامة من هذا الموطن، فنسأل الله السلامة فيها بمنه وكرمه، ولطفه وجوده وإحسانه (٣).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم)) (٤). الأسماء الحسنى والصفات العلى لعبد الهادي بن حسن وهبي – ص: ٢٦٤


(١) رواه الطبراني (١٢/ ٣٥٦) (١٣٣٣٠). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ١٤٢): فيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات.
(٢) ((العلم الهيب)) (ص: ٤٢١).
(٣) ((بدائع الفوائد)) (٢/ ٦٥٤).
(٤) رواه البخاري (٨٠٦)، ومسلم (١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>