للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- المغفرة والغفران]

صفةٌ فعلِيَّةٌ ثابتة لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسُّنَّة، ومن أسمائه (الغفار) و (الغفور) الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: ٢٨٥]

وقوله: إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر: ٢٨]

وقوله: أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر: ٥]

وقوله: إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ [فصلت: ٤٣]

الدليل من السُّنَّة:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)) (١)

حديث عائشة رضي الله عنها: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله؛ كره الله لقاءه فقيل: يا رسول الله! كراهية لقاء الله كراهية الموت، كلنا نكره الموت؟ قال: ذاك عند موته، إذا بشر برحمة الله ومغفرته؛ أحب لقاء الله)) (٢)

قال ابن قتيبة: ومن صفاته (الغفور)، وهو من قولك: غفرت الشيء: إذا غطيته؛ كما يُقال: كَفَرْتُه: إذا غطيته ويقال: كذا أغفر من كذا؛ أي: أستر (٣) وقال الزجاجي: غفور – كما ذكرت لك – من أبنية المبالغة؛ فالله عَزَّ وجَلَّ غفور؛ لأنه يفعل ذلك لعباده مرة بعد مرة إلى ما لا يحصى، فجاءت هذه الصفة على أبنية المبالغة لذلك، وهو متعلق بالمفعول؛ لأنه لا يقع الستر إلا بمستور يُستر ويُغطى، وليست من أوصاف المبالغة في الذات، إنما هي من أوصاف المبالغة في الفعل (٤) وقال الشيخ ابن سعدي: العفُو الغفور الغفار: الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه (٥) وقال الشيخ عبد العزيز السلمان: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ؛ في هذه الآيات إثبات وصف الله بالعفو والمغفرة اهـ (٦) صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٢٧٩


(١) رواه مسلم (١٢٥).
(٢) رواه النسائي (٤/ ١٠)، وابن ماجه (٤٢٦٤). وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
(٣) ((تفسير غريب القرآن)) (ص١٤).
(٤) ((اشتقاق أسماء الله)) (ص٩٣).
(٥) ((تفسير السعدي)) (٥/ ٣٠٠).
(٦) ((الكواشف الجلية عن معاني الواسطية)) (ص٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>