كتاب الموسوعة العقدية

المبحث الثالث: صفات الله الواردة في الكتاب والسنة - السيد - ج: 2 - ص: 140

[- السيد]

يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه السَّيِّدُ، وهو اسمٌ ثابتٌ له بالسنة الصحيحة.

الدليل:

حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه؛ قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا فقال: ((السَّيِّد الله تبارك وتعالى)) (١).

قال ابن القيم (٢):

وهوَ الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمدُ الذي ... صَمَدَتْ إليهِ الخلقُ بالإذْعَانِ

الكَامِلُ الأوْصَافِ منْ كُلِّ الوجُوه ... كَمالُهُ ما فيهِ مِنْ نُقْصَانِ

ومن معاني الصمد - كما سيأتي في بابه -: السَّيِّد الذي كَمُل في سؤدَدِه.

وقال في (تحفة المودود): وأمَّا وصفُ الربِّ تعالى بأنه السَّيِّد فذلك وصفٌ لربه على الإطلاق، فإن سَيَّد الخلق هو مالك أمرهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن قوله يصدرون، فإذا كانت الملائكة والإنس والجن خلقاً له سبحانه وتعالى وملكاً له ليس لهم غنى عنه طرفة عين، وكل رغباتهم إليه، وكل حوائجهم إليه، كان هو سبحانه وتعالى السَّيِّد على الحقيقة (٣).

وقال في (بدائع الفوائد): السَّيِّد إذا أطلق عليه تعالى فهو بمعنى: المالك، والمولى، والرب، لا بالمعنى الذي يُطلق على المخلوق والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ (٤). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٧٩

---

(١) رواه أبو داود (٤٨٠٦)، وأحمد (٤/ ٢٤) () وسكت عنه. وحسنه ابن حجر في ((هداية الرواة)) (٤/ ٤٠٣):- كما أشار لذلك في المقدمة-. وقال الشوكاني في ((الفتح الرباني)) (٥٦٤٦): إسناده جيد. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
(٢) ((القصيدة النونية)) (٢/ ٩٤).
(٣) (ص٨٠).
(٤) (٣/ ٧٣٠).