للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: أدلة البعث من السنة]

وأما الأحاديث في هذا الباب فكثيرة جداً، ... وقال البخاري رحمه الله تعالى: حدَّثنا أبو اليمان حدثنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأمَّا تكذيبه إيَّاي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوَّل الخلق بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إيَّاي فقوله: اتَّخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحدا)) (١). وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في (مسنده): حدثنا أبو المغيرة حدثنا حريز حدثني عبدالرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَصَقَ يوماً في كفِّه فوضع عليها إصبعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: بني آدم أنَّى تعجزني وقد خلقتك مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك، وللأرض منك وئيد، فجمعتَ ومنعتَ، حتى إذا بلغت التَّراقي قلت أتصدَّق، وأنَّى أوان الصدقة)) ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان به (٢). وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عليُّ بن الحسين بن الجنيد حدثنا محمد بن العلاء حدثنا عثمان بن سعيد الزيات عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((إنَّ العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاءِ ففتَّه بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحيي الله هذا بعد ما أرم؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: نعم، يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم)) قال: ونزلت الآيات من آخر يس (٣). وروى مسلم من طريق معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث، منها: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكله الأرضُ أبداً فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أيُّ عظم هو يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب)) (٤) وفيه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يُركب)) (٥) وقال رحمه الله تعالى: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين النفختين أربعون – قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت – ثمَّ ينْزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلاّ عظماً واحداً وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)) (٦). ورواه البخاري عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش بمعناه، دون قوله: ((ثم يُنْزِلُ الله تعالى: مِنَ السماء ماء)) (٧) وحديث عبدالله بن عمرو وفيه: ((ثُم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلاّ أصغى ليتا ورفع ليتا.


(١) رواه البخاري (٤٤٨٢).
(٢) رواه أحمد (٤/ ٢١٠) (١٧٨٧٦)، وابن ماجه (٢٧٠٧) مختصرا، والحاكم (٢/ ٥٤٥). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)): إسناد حديثه صحيح رجاله ثقات. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
(٣) رواه الطبري في ((تفسيره)) (٢٠/ ٥٥٤)، والحاكم (٢/ ٤٦٦)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (٤/ ١٠٨). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
(٤) رواه مسلم (٢٩٥٥) (١٤٣).
(٥) رواه مسلم (٢٩٥٥) (١٤٢).
(٦) رواه مسلم (٢٩٥٥) (١٤١).
(٧) رواه البخاري (٤٩٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>