للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- البسط والقبض]

يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بالبسط، وتوصف يده بالبسط، وهي صفةٌ فعلية خبريَّةٌ ٌ ثابتةٌ بالكتاب والسنة، و (الباسط) اسم من أسمائه سبحانه وتعالى.

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: ٢٤٥].

وقوله: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ (٦٤) سورة المائدة [المائدة: ٦٤].

وقوله: إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ [الإسراء: ٣٠].

الدليل من السنة:

حديث أنس رضي الله عنه: ((إنَّ الله هو المُسَعِّر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو الله أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال)) حديث صحيح (١).

حديث نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((ثم يبسط يديه تبارك وتعالى؛ يقول: من يقرض غير عَدُومٍ ولا ظَلُوم)) (٢).

حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ((إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل)) (٣).

قال ابن منده: ومن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ: الباسط؛ صفة له اهـ (٤) قال ابن جرير في تفسير الآية الأولى: يعني بقوله ((يقبض)): يقتِّر بقبضه الرزق عمَّن يشاء من خلقه، ويعني بقوله ((ويبسط)): يوسِّع ببسطه الرزق على من يشاء اهـ فالبسط: نقيض القبض، وبسط الشيء: نشره، ويد بسط؛ أي: مطلقة، والبسطة: الزيادة والسعة ومنه قوله تعالى: وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [البقرة:٢٤٧]، والباسط: هو الذي يبسط الرزق لعباده، ويوسعه عليهم بجوده ورحمته، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة انظر مادة (ب س ط) في (لسان العرب) قال شيخ الإسلام: ووصف نفسه (يعني: الله) ببسط اليدين، فقال بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:٦٤]، ووصف بعض خلقه ببسط اليد في قوله تعالى: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا [الإسراء:٢٩]، وليس اليد كاليد، ولا البسط كالبسط) (٥) وانظر صفة: (القبض). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٧١


(١) رواه أبو داود (٣٤٥١)، والترمذي (١٣١٤)، وابن ماجه (٢٢٠٠)، وأحمد (٣/ ١٥٦) (١٢٦١٣). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (٥/ ٤٢٣): روي من وجوه صحيحة لا بأس بها. وقال ابن كثير في ((إرشاد الفقيه)) (٢/ ٣٣): إسناده على شرط مسلم. وقال ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (١/ ٩٣): إسناده على شرط مسلم. وقال ابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (ص١١٣)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجة)): صحيح.
(٢) رواه مسلم (٧٥٨).
(٣) رواه مسلم (٢٧٥٩).
(٤) ((التوحيد)) (٢/ ٩٣).
(٥) ((التدمرية)) (ص٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>