للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خمس وعشرون: الآثار الإيمانية لاسم الله المجيب]

أن المؤمن عندما يدرك اتصافه تعالى بالمجيب الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقبول، ويبتدئ بالنوال قبل السؤال ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ويغيث الملهوف إذا ناداه؛ فإنه يقوى رجاؤه بربه وتعلقه به طمعاً ورجاء. فهو الذي ابتدأ العباد بالإجابة حيث قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: ٦٠] فلا أعظم ولا أكرم من هذا العرض على العباد، فسبحان من انفرد بإجابة الداعين وتنفيس كرب المضطرين الذي من شأنه النوال قبل السؤال، أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.

ومن مقتضى الإيمان بهذا الاسم الكريم أن يكون المؤمن مجيباً أولاً لربه تعالى فيما أمره به ونهاه عنه، وفيما قربه إليه ودعاه، ثم لعباده فيما أنعم الله عليه بالاقتدار عليه، وفي كل سائل بما يسأله إن قدر عليه وفي لطف الجواب إن عجز عنه، قال الله تعالى: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ [الضحى: ١٠].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت)) (١).

وكان حضوره الدعوات وقبوله الهدايا غاية الإكرام والإيجاب منه (٢). منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى لمشرف بن علي بن عبد الله الحمراني الغامدي – ص: ٤٥٦


(١) رواه البخاري (٥١٧٨). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) انظر: ((المقصد الأسنى)) للغزالي (ص: ١٠٦) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>