للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: من صور الشرك في الأسماء والصفات

١ - اشتقاق أسماء للآلهة الباطلة من أسماء الله تعالى، كاشتقاق اسم (اللات) من (الإله)، و (العزى) من (العزيز) (١).

٢ - اعتقاد بعض الرافضة وبعض الصوفية أن بعض الأحياء أو الأموات يسمعون من دعاهم في أي مكان وفي أي وقت (٢).

٣ - شرك المشبهة: وهو تشبيه الخالق بالمخلوق، كمن يقول: (يد الله كيدي) أو (سمعه كسمعي)، أو (استواؤه كاستوائي) (٣)، وهذا كله شرك، فالله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: ١١].

٤ - الشرك بدعوى علم الغيب، أو باعتقاد أن غير الله تعالى يعلم الغيب، فكل ما لم يطلع عليه الخلق ولم يعلموا به بأحد الحواس الخمس فهو من علم الغيب، كما قال تعالى: قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إلَّا اللهُ [النمل: ٦٥]، وقال جل شأنه: إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ [يونس: ٢٠]، وقال سبحانه وتعالى: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [الأنعام: ٥٩]، وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ [الأعراف: ١٨٨]، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم أيضاً: قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [الأنعام: ٥٠].

فمن ادعى أن أحداً من الخلق يعلم الغيب، فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة، لأن في ذلك ادعاء مشاركة الله تعالى في صفة من صفاته الخاصة به، وهي (علم الغيب). ومن أمثلة الشرك بدعوى علم الغيب:

أ- اعتقاد أن الأنبياء أو أن بعض الأولياء والصالحين يعلمون الغيب: وهذا الاعتقاد يوجد عند غلاة الرافضة والصوفية، ولذلك تجدهم يستغيثون بالأنبياء والصالحين الميتين وهم بعيدون عن قبورهم، ويدعون بعض الأحياء وهم غائبون عنهم، ويعتقدون أنهم جميعاً يعلمون بحالهم, وأنهم يسمعون كلامهم، وهذا كله شرك أكبر مخرج من الملة (٤).


(١) ((بدائع الفوائد)) (١/ ١٦٩)، ((تيسير العزيز الحميد)) (ص: ٢٨).
(٢) ((أعلام السنة المنشورة)) (ص: ٨٧)، ((معارج القبول)) (٢/ ٤٧٥).
(٣) ((بدائع الفوائد)) (١/ ١٧٠)، ((الروح)) (الفرق بين إثبات حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه) (ص: ٣٥٤)، ((تيسير العزيز الحميد)) (ص: ٢٨).
(٤) ((رسالة التوحيد)) للدهلوي (ص: ٢٠، ٣١، ٣٤)، وينظر ((تيسير العزيز الحميد وفتح المجيد)) (باب من الشرك أن يستغيث بغير الله).

<<  <  ج: ص:  >  >>