للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- الكهانة: الكاهن هو الذي يدعي أنه يعلم الغيب. ومثله أو قريب منه (العراف)، و (الرمال)، ونحوهم، فكل من ادعى أنه يعرف علم ما غاب عنه دون أن يخبره به مخبر، أو زعم أنه يعرف ما سيقع قبل وقوعه فهو مشرك شركاً أكبر، وسواء ادعى أنه يعرف ذلك عن طريق (الطرق بالحصى)، أم عن طريق حروف (أبا جاد) (١)، أم عن طريق (الخط في الأرض)، أم عن طريق (قراءة الكف)، أم عن طريق (النظر في الفنجان)، أم غير ذلك، كل هذا من الشرك (٢)، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)) (٣).

ج- اعتقاد بعض العامة أن السحرة أو الكهان يعلمون الغيب، أو تصديقه لهم في دعواهم معرفة ما سيقع في المستقبل، فمن اعتقد ذلك أو صدقهم فيه فقد وقع في الكفر والشرك المخرج من الملة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)) (٤).

د- التنجيم: وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.

وذلك أن المنجم يدعي من خلال النظر في النجوم معرفة ما سيقع في الأرض من نصر لقوم، أو هزيمة لآخرين، أو خسارة لرجل، أو ربح لآخر، ونحو ذلك، وهذا لا شك من دعوى علم الغيب، فهو شرك بالله تعالى (٥).

ومما يفعله كثير من المشعوذين والدجاجلة أن يدعي أن لكل نجم تأثيراً معيناً على من ولد فيه، فيقول: فلان ولد في برج كذا فسيكون سعيداً، وفلان ولد في برج كذا فستكون حياته شقاء، ونحو ذلك، وهذا كله كذب، ولا يصدقه إلا جهلة الناس وسفهاؤهم، قال الشيخ ابن عثيمين: (فهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب، ودعوى علم الغيب كفر مخرج من الملة) (٦). تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين– ص: ١٥٤


(١) ينظر: ((التيسير)) (ص: ٣٦٤).
(٢) ينظر ((شرح السنة)) (١٢/ ١٨١ - ١٨٤)، ((شرح مسلم)) للنووي (١٤/ ٢٢٣)، ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (٣٥/ ١٧٠ - ١٩٧)، ((تفسير القرطبي)) (٧/ ٢، ٣)، ((مفتاح دار السعادة)) (٢/ ١٢٥ - ٢٤٢)، ((فتح الباري)) (١٠/ ٢١٦، ٢١٧)، ((شرح الطحاوية)) (ص: ٧٥٩، ٧٦٠)، ((الفروع)) (٦/ ١٧٧، ١٧٨)، ((الروض مع حاشيته)) لابن قاسم (٧/ ٤١٣)، ((الزواجر)) (٢/ ١٠٩)، ((الدين الخالص)) (١/ ٤٢٣ - ٤٥٥، و٢/ ١٣٧ - ١٤١)، ((تيسير العزيز الحميد باب ما جاء في الكهان))، ((معارج القبول)) (ص: ٥٥٩ - ٥٧٤)، ((التوحيد)) للدهلوي (ص: ٣٤، ٦٩))، ((فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم)) (١/ ١٦٤، ١٦٥)، ((عالم السحر)) للأشقر (ص: ١٣)، ((الإرشاد)) للفوزان (ص: ٨٤)، ((النواقض القولية والعملية)) للدكتور عبد العزيز بن عبد اللطيف (ص: ٥١٨ - ٥٢٢).
(٣) [٣٥٦٠])) رواه البزار (٨/ ٤٢٦) , والطبراني (١٨/ ١٦٢) , وقال البزار: روي بعضه من غير وجه [وفيه] أبو حمزة العطار لا بأس به, وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٤/ ٨٨): إسناده جيد, وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٥/ ١٠٣): فيه إسحاق بن الربيع العطار وثقه أبو حاتم وضعفه عمرو بن علي وبقية رجاله ثقات, وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (٢١٩٥): صحيح بمجموع طرقه.
(٤) [٣٥٦١])) رواه أبو داود (٣٩٠٤) , بلفظ (من أتى كاهنا) بدون (عرافا) وزاد (أو أتى امرأةً حائضا أو أتى امرأةً في دبرها فقد برئ) بدلا من (فقد كفر) والترمذي (١٣٥) , وابن ماجه (٦٣٩) , والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٥/ ٣٢٣) (٩٠١٧) بلفظ ((من أتى حائضا أو امرأة في دبرها) بدون (عرافا) , ورواه الحاكم (١/ ٤٩) , قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة, وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي, وقال البيهقي في ((السنن الكبرى)) (٧/ ١٩٨): له متابعة, وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (١٠/ ٢٢٧): له شاهد [وروي] بإسنادين جيدين ولفظهما (من أتى كاهنا) , وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) و ((صحيح ابن ماجه)).
(٥) ينظر: ((تيسير العزيز الحميد)) (باب ما جاء في التنجيم، وباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء).
(٦) ((القول المفيد)) (باب ما جاء في التنجيم) (٢/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>