للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرع الخامس: في نقل كلام أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي]

قال العلامة أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي (١):

(اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين, ويظهر العدل, ويتبعه المسلمون, ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلاته.

وخرج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم: أبو داود, والترمذي, وابن ماجة, والبزار, والحاكم, والطبراني, وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل: علي, وابن عباس, وابن عمر, وطلحة, وعبد الله بن مسعود, وأبي هريرة, وأنس, وأبي سعيد الخدري, وأم حبيبة, وأم سلمة, وثوبان, وقرة بن إياس, وعلي الهلالي, وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنهم.

وإسناد أحاديث هؤلاء بين صحيح, وحسن, وضعيف. وقد بالغ الإمام المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون المغربي في تاريخه في تضعيف أحاديث المهدي كلها فلم يصب بل أخطأ).

قال القاضي الشوكاني في الفتح الرباني:

(الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثا وثمانية وعشرون أثراً. ثم سردهم مع الكلام عليها) ثم قال: (وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى من له فضل اطلاع). اهـ.

وقال الإمام أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري في كتاب (مناقب الشافعي):

(وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه). اهـ.

قال المحدث الناقد أبو العلاء السيد إدريس بن محمد بن إدريس العراقي الحسيني في تأليف له في المهدي ما نصه:

(أحاديث المهدي متواترة – أو كادت – وجزم بالأول غير واحد من الحفاظ النقاد). اهـ.

قال الشوكاني في تأليف له سماه (التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح) (٢):

(والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح, والحسن, والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك). اهـ.

قال المحدث أبو الطيب صديق حسن الحسيني البخاري في كتاب (الإذاعة):

(والأحاديث الواردة في المهدي – على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر, وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد) وقال أيضاً بعد كلام له ما نصه:

(وأحاديث المهدي بعضها صحيح, وبعضها حسن, وبعضها ضعيف، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار). اهـ.

وقال العلامة أبو عبد الله محمد جسوس في شرح رسالة أبي زيد ما نصه:

(ورد خبر المهدي في أحاديث ذكر السخاوي أنها وصلت إلى حد التواتر). اهـ.

وقال الحافظ ابن كثير في (نهاية البداية والنهاية) (١/ ٣٧):


(١) راجع كتاب ((عون المعبود شرح سنن أبي داود)) (١١/ ٣٦١ - ٣٦٢).
(٢) راجع كتاب ((الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة)) (ص: ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>