للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: النشور في الاصطلاح]

يطلق ويراد به معنى البعث، وهو انتشار الناس من قبورهم إلى الموقف للحساب والجزاء.

وإذا كان المعنى اللغوي يراد به الانتشار والتفرق والانبساط والبعث، فهي معان عامة يدخل فيها المعنى الاصطلاحي وهو نشر الله للأموات وإحياؤهم من قبورهم، فالنشور يراد به سريان الحياة في الأموات، كما رأيناه في تعريفات العلماء السابقة من أنه يراد به البعث في اليوم الآخر وخروج الناس من قبورهم أحياء.

وهذا ما فسر به قوله تعالى: ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ [عبس: ٢٢].

قال ابن كثير: (أي بعثه بعد موته)، قال: (ومنه يقال: البعث والنشور) (١).

وجاء في الحديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام قال: اللهم باسمك أموت وأحيا. وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد أن أماتها وإليه النشور)) (٢). قال ابن الأثير: (يقال: نشر الميت ينشر نشوراً: إذا عاش بعد الموت، وأنشره الله أي أحياه) (٣).

وعرفه البرديسي بأنه: (قيام الناس من قبورهم) (٤).

وقال السفاريني: (وأما النشور فهو يرادف البعث في المعنى، نشر الميت ينشر نشوراً: إذا عاش بعد الموت، وأنشره الله أي أحياه) (٥). الحياة الآخرة لغالب العواجي – ١/ ٦٤


(١) ((تفسير القرآن العظيم)) (٤/ ٤٧٢).
(٢) رواه البخاري (٦٣١٤).
(٣) ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (٥/ ٥٤).
(٤) ((تكملة شرح الصدور)) (ص: ١٦).
(٥) ((مختصر لوامع الأنوار)) (٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>