للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- رؤيته سبحانه وتعالى]

أهل السنة والجماعة يؤمنون أنَّ المؤمنين يرون ربهم عياناً يوم القيامة، وهذا ثابت بالكتاب والسنة

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة: ٢٢ - ٢٣]

الدليل من السنة:

قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته)) (١).

حديث صهيب رضي الله عنه مرفوعاً: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة؛ يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عَزَّ وجَلَّ، ثم تلا هذه الآية: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحسنَى وَزِيَادَةٌ)) (٢).

قال أبو الحسن الأشعري: وأجمعوا على أنَّ المؤمنين يرون الله عَزَّ وجَلَّ يوم القيامة بأعين وجوههم، على ما أخبر به تعالى، في قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ، وقد بيَّن معنى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ودفع إشكاله فيه؛ بقوله للمؤمنين: ((ترون ربكم عياناً) وقوله: ((ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر؛ لا تُضامون في رؤيته))، فبيَّن أنَّ رؤيته تعالى بأعين الوجوه اهـ (٣).

وقال الشيخ عبد الله الغنيمان: والأحاديث في رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة كثيرة جدّاً، وقد تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاها أتباعه بكل قبول وارتياح وانشراح لها، وكلهم يرجو ربه ويسأله أن يكون ممن يراه في جنات عدن يوم يلقاه (٤). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص١٤٤


(١) رواه البخاري (٥٥٤)، ومسلم (٦٣٣). من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(٢) رواه مسلم (١٨١).
(٣) ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص٢٣٧).
(٤) ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (٢/ ٨). وانظر الكلام عن (صفة الرؤية) في: كتاب (الرؤية) للدارقطني، و (الرد على الجهمية ٨٧) و (الشريعة /٢٥١) للآجري، و (التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة) له أيضاً، وكتاب (رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها) للدكتور أحمد بن ناصر آل حمد، وكتاب (دلالة القرآن والأثر على رؤية الله تعالى بالبصر) للأستاذ عبد العزيز الرومي.

<<  <  ج: ص:  >  >>