للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- الهرولة]

صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالحديث الصحيح

الدليل:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري ومسلم: ((وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)) (١)

قال أبو إسماعيل الهروي في (الأربعون في دلائل التوحيد): باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ، ثم أورد الحديث (٢)

وقال أبو إسحاق الحربي في (غريب الحديث) بعد أن أورد حديث أبي هريرة: قوله: ((هَرْوَلَة)): مشيٌ سريع اهـ (٣)

وقال أبو موسى المديني في (المجموع المغيث) في الحديث عن الله تبارك وتعالى: من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهي مشي سريع، بين المشي والعدو اهـ (٤)

وهذا إثبات منهما رحمهما الله للصِّفة على حقيقتها

وقد ورد في الفتوى (رقم ٦٩٣٢) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (٣/ ١٤٢) ما يلي: س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:

ج: نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)) رواه البخاري، ومسلم

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

وقد وقع على هذه الفتوى كلٌ من المشايخ: عبد العزيز بن باز، عبدالرزاق عفيفي، عبد الله بن غديان، عبد الله بن قعود

وفي (الجواب المختار لهداية المحتار- ص٢٤) للشيخ محمد العثيمين قوله: صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به (فذكر الحديث، وفيه:) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:١١] صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٣١٤


(١) رواه البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥).
(٢) ((الأربعون في دلائل التوحيد)) (ص: ٧٩).
(٣) ((غريب الحديث)) (٢/ ٦٨٤).
(٤) ((المجموع المغيث)) (٣/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>