للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- البقاء]

صفةٌ ذاتيةٌ خاصةٌ بالله عَزَّ وجَلَّ ثابتةٌ بالكتاب العزيز الدليل: قوله تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن: ٢٧].

وقد عَدَّ بعضهم (الباقي) من أسماء الله تعالى، ولا دليل معهم، منهم: ابن منده (١)، والزجاجي (٢)، وقوَّام السنة الأصبهاني (٣)، وغيرهم قال قَوَّامُ السُّنَّة: معنى الباقي: الدائم، الموصوف بالبقاء، الذي لا يستولي عليه الفناء، وليست صفة بقائه ودوامه كبقاء الجنة والنار ودوامهما، وذلك أنَّ بقاءه أبدي أزلي، وبقاء الجنة والنار أبدي غير أزلي، فالأزلي ما لم يزل، والأبدي ما لا يزال، والجنة والنار كائنتان بعد أن لم تكونا اهـ (٤) وقال أبو بكر الباقلاني فيما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وأقره عليه: صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفاً بها هي: الحياة، والعلم والبقاء والوجه، والعينان (٥).

وقال الحافظ ابن حجر: قوله (باب قول الرَّجُل لَعَمْرُ الله) أَيْ هَلْ يَكُون يَمِينًا, وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى تفسير (لَعَمْر) (٦) وقال أَبُو القَاسِم الزَّجَّاج: العُمْر الحياة, فمن قال لَعَمْر الله كأنه حلف بِبَقَاءِ الله, واللام لِلتَّوْكِيدِ والخبر محذوف أَيْ مَا أُقسم به, ومِن ثَمَّ قَالَ المَالِكِيَّة وَالحَنَفِيَّة: تَنْعَقِد بِهَا اليَمِين; لأن بَقَاء الله مِنْ صِفَة ذَاته وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: البقاء من صفات الله، فإذا أسند إلى إنسان؛ فهو من الشرك اهـ (٧) وانظر صفة (الحياة). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص٧٧


(١) ((التوحيد)) (٢/ ٨٦).
(٢) ((اشتقاق أسماء الله)) (ص٢٠٠).
(٣) ((الحجة)) (١/ ١٢٧).
(٤) ((الحجة)) (١/ ١٢٨).
(٥) ((الفتاوى)) (٥/ ٩٩).
(٦) ((فتح الباري)) (١١/ ٥٤٧).
(٧) ((الفتاوى والرسائل)) (١/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>