للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الأدلة من السنة على إثبات النفخ في الصور]

رأينا كيف اهتم القرآن الكريم بذكر النفخ في الصور، وكيف كرره – لتقريره وتثبيته في النفوس - في أكثر من آية، وبين سبحانه وتعالى نتيجة كل نفخة وما يحصل بسببها من التغيير الهائل.

وبعد ذكر تلك الآيات التي تدلنا على مدى أهمية تلك النفخات ومدى عناية القرآن الكريم بذكرها، يجب معرفة أنه قد جاءت السنة النبوية فبينت كذلك هذا الأمر العظيم، واعتنت بذكره عناية شديدة، فتكرر ذكره في أكثر من حديث، كما نتبين ذلك من عرض الأحاديث الآتية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((بينما يهودي يعرض سلعته، أعطي بها شيئاً كرهه، فقال: لا، والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام فلطم وجهه، وقال: تقول: والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟

فذهب إليه فقال: أبا القاسم، إن لي ذمة وعهداً، فما بال فلان لطم وجهي، فقال: لم لطمت وجهه؟ فذكره، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رئي في وجهه، ثم قال: (لا تفضلوا بين أولياء الله، فإنه ينفخ في الصور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى، فأكون أول من بعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أم بعث قبلي)) (١).

وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة: ((لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون في أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله)) (٢).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أكذلك كان أم بعد النفخة)) (٣). الحياة الآخرة لغالب عواجي-١/ ١٩٩


(١) رواه البخاري (٣٤١٤)، ومسلم (٢٣٧٣).
(٢) رواه مسلم (٢٣٧٣).
(٣) ((البخاري)) (٤٨١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>