للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص]

قال يحيى بن سعيد القطان: (ما أدركت أحداً من أصحابنا، إلا على سنتنا في الإيمان، ويقولون: الإيمان يزيد وينقص) (١).

وقال الإمام أبو عبدالرازق الصنعاني رحمه الله: (لقيت اثنين وستين شيخا .. فذكر عددا منهم ثم قال: كلهم يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) (٢).

وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: (هلم تسمية من كان يقول الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ... فسمى أكثر من مائة وثلاثين رجلا من أهل العلم من الصحابة وغيرهم .. ثم قال: هؤلاء كلهم يقولون الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وهو قول أهل السنة، والمعمول به عندنا) (٣).

وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله: (أجمع سبعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر أموراً منها: الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) (٤).

وقال أمير المؤمنين في الحديث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله: (لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص) (٥).

وقال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي: (الإيمان عندنا أهل السنة الإخلاص لله بالقلوب والألسنة، والجوارح، وهو قول وعمل، يزيد وينقص، على ذلك وجدنا كل من أدركنا من عصرنا بمكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة، ثم ذكر منهم بضعاً وثلاثين) (٦).

وقال سهل بن المتوكل الشيباني: (أدركت ألف أستاذ وأكثر كلهم يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .. ) (٧).

وقال ابن جرير الطبري: (وأما القول في الإيمان هل قول وعمل يزيد وينقص، أم لا زيادة فيه ولا نقصان؟ فإن الصواب فيه قول من قال: هو قول وعمل يزيد وينقص، وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه مضى أهل الدين والفضل) (٨).

وقال أبو عمر بن عبدالبر: (أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) (٩).

وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: (وأجمعوا على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وليس نقصانه عندنا شك فيما أمرنا بالتصديق به، ولا جهل به، لأن ذلك كفر، وإنما هو نقصان في مرتبة العلم وزيادة البيان كما يختلف وزن طاعتنا وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كنا جميعا مؤديين للواجب علينا) (١٠).


(١) رواه ابن هانئ في مسائل الإمام أحمد (٢/ ١٦٢)، وذكر نحوه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (٩/ ١٧٩) في ترجمة يحيى بن سعيد.
(٢) رواه اللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (٥/ ٩٥٨) (١٧٣٧).
(٣) رواه ابن بطة في ((الإبانة)) (٢/ ٨١٤) (١١١٧) وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ((الإيمان)) (ص: ٢٩٣).
(٤) رواه ابن الجوزي في ((مناقب الإمام أحمد)) (ص: ٢٢٨) وابن أبي يعلى في ((طبقات الحنابلة)) (١/ ١٣٠) بلفظ أجمع تسعون ... إلخ.
(٥) ذكره الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (١/ ٤٧)، والزبيدي في ((إتحاف السادة المتقين)) (٢/ ٢٥٦) وعزواه للالكائي في ((اعتقاد أهل السنة))، وصححا إسناده.
(٦) رواه اللالكائي في ((شرح اعتقاد أهل السنة)) (٥/ ٩٦٣) (١٧٥٣).
(٧) رواه اللالكائي في ((شرح اعتقاد أهل السنة)) (٥/ ٩٦٤) (١٧٥٤).
(٨) ((صريح السنة)) (٢٥).
(٩) ((التمهيد)) (٩/ ٢٣٨)، ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية انظر: ((الفتاوى)) (٧/ ٣٣٠).
(١٠) ((رسالة إلى أهل الثغر)) (٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>