كتاب الموسوعة العقدية

المبحث الأول: أقوال أئمة أهل السنة والجماعة في مسمى الإيمان وزيادته ونقصانه - المطلب الأول: نقل الإجماع على أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص - ج: 6 - ص: 17

وقال ابن أبي زيد القيرواني في كتابه (المفرد في السنة): (فصل فيما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة .. فذكر أموراً منها: أن الإيمان قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح يزيد ذلك بالطاعة وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان، ولا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة) (١).

وقال ابن بطال المالكي: (مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفها أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) (٢).

وقال الحافظ عبدالغني المقدسي في عقيدته:

(اعلم وفقنا الله وإياك .. أن صالح السلف وخيار الخلف وسادات الأئمة وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم وتطابقت آراؤهم فذكر أموراً ثم قال: والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) ثم أورد بعض النصوص الدالة على ذلك (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأجمع السلف أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) (٤).

وقال ابن القيم: ( .. فإنه بإجماع السلف: يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) (٥). و ... قول ابن كثير رحمه الله: (وهذا مذهب جمهور الأمة، بل حكى الإجماع عليه غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد) (٦).

وقال السفاريني: (والذي اعتمده أئمة الأثر وعلماء السلف: أن الإيمان: تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان) (٧). زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه لعبد الرزاق البدر- بتصرف- ص ١٠٦

---

(١) نقله عنه ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) (١٥٠).
(٢) نقله عنه النووي في شرحه لـ ((صحيح مسلم)) (١/ ١٤٦) والكرماني في شرحه لـ ((صحيح البخاري)) (١/ ٧٦).
(٣) ((عقيدة الحافظ عبدالغني المقدسي ضمن "المجموعة العلمية السعودية")) جمع عبدالله بن حميد (ص٣٠ - ٤٩).
(٤) ((الفتاوى)) (٧/ ٦٧٢).
(٥) ((مدارج السالكين)) (١/ ٤٢١).
(٦) ((تفسير ابن كثير)) (٢/ ٢٨٥).
(٧) ((شرح ثلاثيات المسند)) (٢/ ٢١٨).